كلمة " تقسيم " مزعجة جدا للأذن العربية كونها تذكرهم بنكبة فلسطين وولادة الكيان الصهيوني.
لذلك يعتبر العرب والمسلمون أن التقسيم أو الإنفصال هو مؤامرة يعدها الغرب لإضغاف العرب والمسلمين وتفتيت مناطقهم وتشتيت قدراتهم وقواهم.
ومنذ ولادة الكيان الصهيوني وكلمات ك " تقسيم " و " إنفصال " ستكون مرادفة لنظرية المؤامرة التي يعشقها العرب، فالعربي بطبيعته عندما يحاول تبرير شيء لنفسه يفتح كتب التاريخ ويختار ما يناسبه متناسيا أن الظروف والعوامل تتغير حسب الزمن، وفي نفس هذا العقل والوعي العربيين سترى خوفا وهاجسا مستمرا من بريطانيا كونها هي من قسمت البلاد العربية مع فرنسا.
لكن على الرغم من الدور الفرنسي في التقسيم إلا أن الغضب العربي تراه منصبا فقط على بريطانيا ويتناسون فرنسا، ما شكلت تراكمات ثقافية حاقدة إتجاه الإنكليز وإعتبارهم الرافعة لأي عملية ومشروع تقسيم في المنطقة.
البعض يبرر هذا الكم من الغضب العربي على بريطانيا بسبب دورها ووعدها الشهير " بولفور " لإقامة الكيان الصهيوني على أراضي فلسطين التاريخية.
لكن هل يعلم العرب والمسلمين أن نظرية المؤامرة الخاصة بهم تواجه حجج منطقية تنسفها من أساسها ؟
فهل مثلا بريطانيا المتآمرة على الشرق هي أيضا متآمرة على نفسها حين سمحت للإسكتلنديين بإجراء إستفتاء ثان بعد الأول ؟
بالطبع لاء.
إقرأ أيضا : حلم الكورد ... إستفتاء كردستان لا يعني قيام الدولة الآن
ولا يتوقف الأمر عند بريطانيا وإقليم إسكتلندا فهناك مناطق وأقاليم أوروبية أخرى تدعو للإستفتاء وتطالب بالإنفصال.
وقد ذكرت " سكاي نيوز عربية " عدة مناطق وأقاليم أوروبية تطالب باﻹستفتاء وهي كالتالي:
1- إقليم كتالونيا في إسبانيا.
2- إقليم الباسك أيضا في إسبانيا.
3- جزيرة كورسيكا في فرنسا.
4- إقليم الفلاندرز في بلجيكا.
5- جزر فارو والتي تطالب بالإنفصال عن الدنمارك.
فهل هذه الدول أيضا تتآمر على نفسها ؟ وكيف سينظر العرب لحركات الإنفصال هذه ؟ هل سيعتبروها مؤامرة مثلا من بريطانيا على بريطانيا ؟ أو سيدعون في صلوات الجمعة لكي تتحقق آمال وطموحات الإنفصاليين ؟!