اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "تعايش المسيحيين والمسلمين هو ميزة لبنان، يجب ان يكون لكل مكون في لبنان شخصيته وميزته، وأن يتنافسوا بالسياسة، وان يتكاتفوا في وجه اي خطر يتهددهم، لذلك يجب ألا يخاف احد من الآخر، ونحن في التيار الوطني الحر كنا نتصدى لكل خطر كان يتهدد لبنان، وسنكون دائما مع اللبناني ضد الاجنبي، ولا نريد ان نتدخل في شؤون الخارج، ونسبب لأنفسنا تدخلا خارجيا. يجب ان نحافظ على مكتسباتنا الوطنية وتحقيق السيادة والحرية والاستقلال".
وخلال احتفال لمناسبة زيارة باسيل لعكار في قاعة مسجد قوس عكار العتيقة، اكد انه "يجب الانتباه الى شيء استثنائي في تاريخ لبنان، اللبنانيون هم من انتخبوا رئيس الجمهورية وهم الذين الفوا الحكومة، وهم من وضعوا قانون الانتخاب دون اي مساعدة. تذكروا الدول التي تدخلت في الانتخابات بعد ال2005، والتي أرادت الانتخابات سريعا وتدخلت في قانون الانتخاب، وكنا كلما التقينا سفيرا، لا يحدثنا الا عن الحكومة وقانون الانتخاب، والانتخابات، والان اصبح عندنا جرأة اكبر. نحن في وزارة الخارجية نعرف الاصول الديبلوماسية، ونعرف أن نضع حدا لهذه التدخلات. يجب ان نتعود ان نحكم نفسنا بنفسنا. لقد جربوا ان يتدخلوا البارحة في تحرير ارضنا، فكان جوابنا ان عندنا جيشا هو صاحب القرار وهو من حرر الارض التي تحميها وحدتنا الداخلية".
ولفت باسيل الى ضرورة "تجنب لبنان الصراعات المحيطة به رغم وصول الحرب الى الحدود، داعيا للنظر الى زنار النار من حولنا، تركيا وسوريا والعراق والاردن واسرائيل ومصر والخليج واوروبا، وهناك ورقة اوروبية عن كيفية التعامل مع النزوح، وهي موضع خلافي كبير في اوروبا. المحكمة الاوربية تشتكي اليوم من بعض الدول الاوربية لإخراجها من الاتحاد الأوروبي. اوروبا كلها تهتز من مليون نازح، واميركا تبني جدرانا مع المكسيك. نحن هنا بالرغم من كل الصعوبات وبالرغم من خلافتنا الطائفية، وفيما العالم العربي كله يغلي صراعات مذهبية، نحن كما ترون عندكم، وانتم عندنا، نعيش مع بعضنا، وما من منطقة لبنانية إلا وفيها اختلاط، وهذه قدرة كبيرة جدا يجب ان نفتخر بها".
وذكر بأنه "في اليوم الذي اصدرت فيه السفارات بيانات تدعو رعاياها الى الحذر، السفارتان اللتان اتخذتا التدبير لتنقل مواطنيهما في لبنان، وقع انفجاران في بلديهما، في اوروبا. نحن ندعو الى تعزيز الوحدة الوطنية، والثقة في المستقبل وبين بعضنا، بأنه مهما حصل، ومهما اختلفنا، لن نمد ايدينا على بعضنا. أنت حر وأنا حر، ما دامت حريتي لا تمس حريتك، انت تصلي كما تشاء وتمارس العادات التي تريدها، وانا كما اريد، ما دامت علاقتي مع ربي لا تمس علاقتك مع ربك، هذه هي قدرة لبنان، ان يجمع بوحدته، هذه هي ميزة لبنان الذي تنقصه دولة، هذا مشروعنا، بناء الدولة، لأنه لا يوجد حزب يحمينا، وليس هناك حزب يحل محل الدولة، الدولة هي التي تحمينا وتحفظنا وتضع القوانين. نريد بناء الدولة مع كل اللبنانيين، ونقاتل من لا يريد الدولة، نقاتل بالسياسة، بالانتخابات، الذين يريدون ان يعيشوا بالفساد، نريد بناء دولة تعطي عكار حقوقها وانماءها وتزيح الحرمان عنها. حرمان عكار سببه الفساد، اذا نفذنا المشاريع التي وضعناها، تكون هناك انجازات كبيرة، ولكن هناك من يضع العصي لوقف هذه المشاريع".
وأشار باسيل الى "قرب الانتهاء من مشروع توليد 200 ميغاواط من الطاقة الهوائية، قيمته 400 مليون دولار، والكيلو واط الواحد كلفته بين 10-11 سنس، وهي طاقة نظيفة بدون تلوث، ويمكن تأمين الطاقة الكهربائية لكل لبنان والتي تقدر ب 1700 ميغاواط من الطاقة الهوائية".
وانتقد "الهبة التي حصلت للدفاع عن أصحاب الجيوب الكبيرة، فالدولة لها الحق في أخذ الضريبة منهم، ونحن الآن امام انجاز كبير في موضوع السلسلة والقانون الضريبي وايرادات نوعية للدولة واملاك بحرية، ولا تزال الضريبة في لبنان منخفضة جدا بالنسبة الى الضرائب في البلدان الأخرى. اين المشكلة في ان تفرض الدولة الضرائب على الأملاك البحرية؟ نحن لسنا ضد الجيوب الكبيرة، ومن حق الناس ان تملك المال، لكن يجب ان تدفع الضريبة، يجب ان نضع خطة اقتصادية وموزانة سليمة العام المقبل، كفى عرقلة ومحاولات اعادتنا الى الوراء، لا يمكنهم ذلك لا بخلافاتنا ولا بفتنة".