يمكن إعتبار يوم 7 أيار 2008 هو بدء مرحلة الأفول والتشتت لقوى 14 آذار بعد إجتياح حزب الله لبيروت وقدرته على عزل النائب وليد جنبلاط عن هذه القوى وتموضعه في الوسط.
وتعتبر الضربة الثانية لهذه القوى هي حين إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وهو في زيارة لواشنطن، أما الضربة الثالثة والأقوى فكانت حين القبول بمرشح من 8 آذار للرئاسة الأولى وهو النائب سليمان فرنجية ومن ثم إنتخاب الرئيس ميشال عون وهو الحليف المسيحي الأقوى لحزب الله.
هذه الضربات المتتالية ل 14 آذار أضعفتها وشتت قواها ما جعلها تحول " نضالها " من أرض الواقع إلى العالم الإفتراضي عبر تغريدات لم تقدم ولم تؤخر.
وبالتزامن مع السياق التاريخي ، كان مسلسل الإغتيالات المستمر والذي قتل العديد من نخب وشخصيات هذه القوى والتي كانت تعتبر صمام أمان وقلعة لمشروع 14 آذار.
إقرأ أيضا : إشتباك سياسي على الصلاحيات والسبب لقاء المعلم - باسيل
وفي ظل هذا الأفول واليأس وذهاب هذه القوى إلى تسويات مع حزب الله كانت بمعظمها لصالح الأجندة السياسية للحزب، يطرأ اليوم تغيرا جديا في أداء هذه القوى ومن البوابة السعودية بالأخص.
فالكل يدرك أن صراع لبنان هو إمتداد للصراع الإيراني - السعودي الكبير في المنطقة ولا يمكن عزل لبنان عن ذلك، وبالتالي يبدو أن السعودية بدأت تستعد للمواجهة في لبنان.
وأولى ملامح هذه السياسة هو إعادة التنسيق والإنفتاح على قوى 14 آذار التي ترجمت بالزيارة التي قام بها كل من رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى المملكة، ومن المتوقع أن يزور الرئيس سعد الحريري السعودية أيضا.
ويترافق ذلك مع المديح الذي قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق الحريري على مسمع من الرئيس ميشال عون ما إعتبره البعض أنها رسالة فرنسية لعون بأن الحريري خط أحمر وأن هناك نية دولية للعودة إلى الساحة اللبنانية.
فهل هذه الإستحقاقات هي بشارة لعودة 14 آذار موحدة وقوية ؟ وماذا سيكون موقف حزب الله حينها ؟