أولاً: الخطوة المباركة...
وأخيراً، حصلت المرأة السعودية على حقّ من حقوقها: قيادة السيارة، والفضلُ في ذلك للملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تجاوز في قراره هذا إرادة مرجعياتٍ دينية مُتحجّرة، لا ترى في إحياء السُّنة أكثر من التضييق على المرأة في حياتها وعلمها ومعاشها ولباسها وقيامها وقعودها، فأدرك جلالته من سبقه وأتعب من بعده، وهذا اليوم مُباركٌ عند المرأة السعودية وأخواتها وقريناتها في أمّة الإسلام جمعاء، وهو يومٌ له ما بعده، ذلك أنّ كرة الثلج "البيضاء" هذه لا بُدّ أن تتدحرج ويتبعها ما يمكن أن يُسهم في نهضة المملكة العربية السعودية على يد نصف المجتمع، المرأةُ الأم والمعلمة والممرضة والطبيبة والمهندسة والإعلامية والساهرة ليل نهار، ورُبّ عينٍ ساهرة لعينٍ نائمة.
إقرأ أيضًا: الأكراد ... الخُذلان الأميركي لهم بالمرصاد
ثانياً: الضوابط الشرعية...
على أمل ألاّ تذهب الضوابط الشرعية التي قُرنت بالسّماح لقيادة المرأة، بحلاوة الفوز بهذا الإنجاز العظيم، نأمل بأن يقف الملك ووليُّ عهده بالمرصاد لمن سيحاول عرقلة هذه الخطوة، فلأن تطيع الرعية الملك طاعة محبّة، خيرٌ من أن تطيعه طاعة خوف. كتب الحسن البصري إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز عن صفات الإمام العادل قائلاً: جعل الله الإمام العادل قوام كلّ مائل، وقصد كلّ جائر، وصلاح كل فاسد، وقُوّة كلّ ضعيف ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق بها، يرتاد لها أطيب المرعى، ويذودها عن مراتع الهلكة، ويحميها من السباع.
كانت المرأة، هي الضلع الضعيف، وهي المظلومة والمهتضم حقّها، وما زالت حتى يُقيّض لها الله حُكّاماً يرفعون عنها الظلم والحيف والهوان، وأولُّ الغيث قطرة.