بعد خطاب الشيخ نعيم قاسم الذي كرس الاختلاف في الفكر ونظرة “حزب الله” الدونية للمرأة، اثيرت ضجة كبيرة في البقاع بين رافض ومدافع ابدي ازلي، خاضع للبروباغندا التي هي نفسها اخذت زينة شبابنا ليُقتلوا في سوريا.
كنت في البقاع وانا ابنة المنطقة وسنحت لي الفرصة ان احضر احد المجالس في منزل صديق لي بوجود شابين من الطائفة الشيعية الكريمة في البقاع، احدهما اخبرني انه كان من الملتزمين في صفوف “حزب الله” وإنشق عنه منذ حوالى السنة ونصف السنة، بعد خلاف مع إبن احد كبار قادته.
رحنا نتبادل الأحاديث، من الوضع السياسي العام، الى التهديد الاسرائيلي للبنان، الى نظافة كف وزراء “القوات اللبنانية” وضرورة تعميم تجربتهم على الدولة ككل، واخيراً وليس آخراً، خطاب الشيخ نعيم قاسم، فبادرت بالقول: “صراحة، انا تفاجأت، بعرف “حزب الله” بفكر بهالطريقة بس انو إعلانا هيك غريب”.
فأجاب: “شو وقفت ع الشيخ نعيم!! كنت مرة بأحد المجالس الخاصة بـ”حزب الله”، وبيقول احد الشيوخ “ما تخلوا النساء يصدقوا حالن، ببطل فيكن تسيطروا ع الوضع، بالجامعات كتير بنادوا بالمساواة والانفتاح وهيدا الشي بكبر راس البنت، كيف عاد بدها تطيع زوجها وهي مآمنة انو لازم تكون متساوية معو”.
قاطعته مراراً: “شو اسم الشيخ”؟… لم القَ الجواب، فالرجل أب ومسؤول عن عائلة.
واكمل حديثه: “كان في شاب وسأل الشيخ “شو الاصح شيخنا ما نبعتن عالجامعات”، بجاوبو الشيخ “المرأة ضعيفة ما فيها تدير شؤونها هي، الرجال بدو يهتم، من هون افضل شي تخلّص علما وتتزوج دغري بلا دراسات عليا وحكي بلا طعمة، المهم تعرف تعلم ولادا كم كلمة”.
ويتابع: “استغربت يومها ان احداً لم يعارض، علماً ان المجلس كان يضم شبانا مثقفين ومن الحائزين على شهادات جامعية، لكنني لا استطيع ان الومهم ربما صمتوا خوفاً، او ربما لأن التربية تجعلنا نعتقد ان هؤلاء الشيوخ يملكون الحقيقة الكاملة وننسى ان لهم خلفيات سياسية لا تمت الى الدين الاسلامي الحقيقي بصلة”.
هذا الرجل نموذج بسيط من كُثرٍ يرفضون سلوك “حزب الله” من البيئة الشيعية، قد لا يجاهرون بهذا الرفض لأسباب معلومة، لكن وللأسف فقد اثبتت مدرسة “حزب الله” مرة جديدة، أنها تعيد جزءا من شباب لبناننا الى عصور ناضلنا في سبيل تخطيها. ويبقى الأمل في أن يشهد مجتمع الحزب حركة رفضية لنموذج بعيد عن الواقع يخلص شبابه من هذا الانحدار ويعيدهم الى العالم الطبيعي.
فريق موقع القوات اللبنانية