أولاً: سجال المشنوق - باسيل...
ردّ الوزير جبران باسيل على الوزير المشنوق (دون أن يسمّيه) وهو يجول في أميركا بحثاً عن مواطنين متحدّرين من أصل لبناني، وأبدى في ردّه "على الماشي" الكثير من الصّلف والاستعلاء والتّفرُّد بالرأي حيال أهمّ مسألة سياسية إقليمية تقُضُّ مضاجع اللبنانيين، وهي طبيعة العلاقة مع النظام السوري ورئيسه، وأبرز ما تضمّنهُ ردّ باسيل: إنّ العلاقة الدبلوماسية مع سوريا طبيعية وقائمة ولا لُبس فيها ولا اجتهاد، وأنّ وزراء خارجية الدول يأتون إلى أروقة الأمم المتحدة للقاء بعضهم البعض، وقد التقى باسيل بأكثر من عشرين وزيراً ومن بينهم المشكو منه المعلّم، ولعلّ لقاء المعلم، بنظر باسيل طبعاً، هو أهمّ لقاء في هذه اللقاءات العشرين، أمّا المعترضين على الزيارة (ومن بينهم المشنوق) فهم أصحاب أغراضٍ مُبيّتة لا تخدم لبنان ولا سياسته الخارجية، والتي يعرف باسيل كيف يصوغها ويُترجمها بمعزلٍ عن المشنوق وفريقه السياسي، بمن فيهم رئيس الحكومة، وهو "يعرف شغلُه" كما يقول النائب العوني نعمة الله أبي نصر: لماذا لا تتركون (الوزير باسيل) يقود البلد إلى برّ الأمان بالتّطبيع السّوي مع النظام السوري، تمهيداً "لترحيل" النازحين السوريين والاطمئنان على زوال خطر التوطين الذي يُهوّل به باسيل ليل نهار، مع علمه الأكيد أنّ هذا الأمر دونه عقبات ومشقّات لا بُد من تذليلها.
لا يُقيم وزير الخارجية، في ردّه هذا، أيّ اعتبار لسياسة الحكومة بالنّأي بالنّفس والحياد حيال الصراعات الإقليمية الشائكة، وهو يضرب عرض الحائط، كدأبه دائماً، صلاحيات رئيس الحكومة الذي يعارض مع فريقه السياسي التطبيع مع النظام السوري، فضلاً عن معارضة القوات اللبنانية لمثل هذا التطبيع، ويلتقي معهما في ذلك كتلة الوزير وليد جنبلاط وعددٍ لا يُستهان به من الأحزاب والشخصيات خارج الحكومة، وفي المقدمة حزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار، ومعهم الوزير السابق بطرس حرب، ومن تبقّى من تيار الرابع عشر من آذار ، الذين لم يدخلوا في صفقة انتخاب رئيس الجمهورية.
إقرأ أيضًا: لقاء الوزيرين المعلّم وباسيل.. حقّ للسوريين الغضب والسُّخط
ثانياً: الرياشي يدقّ جرس الإنذار: الحكومة في خطر...
يقول وزير الإعلام القواتي (صاحب مسار التقارب مع التيار العوني) بعد لقائه الوزير المشنوق بأنّ الخروج على موجبات بنود البيان الوزاري يجعل الحكومة في دائرة الخطر، ويبدو أنّ جرس الإنذار هذا بلغ مسامع رئيس الحكومة، والذي تتخبّط حكومته في أزمات داخلية تتطلب علاجات مستعجلة وتضامناً وزارياً فعالاً، وكانت في غنى عمّا يُدخلها به الوزير باسيل من "مطبّات" وألغامٍ قد تُطيح بها نحو الهاوية، وعندها قد يتعرّض العهد برُمّته للتّضعضع والهلاك. وعند ذلك قد يصُحّ القول: ولات ساعة مندم .