إستناداً إلى بيانات صادرة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإنّ أكثر من 29 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون السكري، ولكن نحو ربعهم لا يعلم بذلك. هذا خبر سيّئ جداً لأنّ عدم الإسراع إلى ضبط هذه الحالة يؤدّي إلى مضاعفات جدّية كأمراض القلب، وتلف الكِلى والأعصاب، وفقدان البصر. ما هي الإشارات التي يجب عدم إهمالها؟من بين الأسباب الرئيسة لعدم معرفة العديد من الأشخاص إصابتهم بارتفاع السكر في الدم وعدم الامتثال للعلاج سريعاً هي أنّ الأعراض تكون "خبيثة".
إنها تميل إلى التطوّر تدريجاً، ما يعني أنكم قد لا تلاحظون المرض. وحتى عندما تشكّون في أنّ أمراً غير طبيعي يحصل، فإنّ العلامات يمكن أن تكون غير واضحة وبالتالي قد لا يتمّ ربطها بالسكري.
في ما يلي إشارات عدة غير متوقّعة تُنذر باحتمال تعرّضكم لارتفاع شديد في مستويات السكر في الدم:
التبوّل المنتظم
زيادة التبوّل قد تكون دليلاً على أنّ مستويات السكر في الدم خارجة عن السيطرة. عند تواجد نسبة عالية من الغلوكوز أو السكر في مجرى الدم، فإنّ الكِليتين تحاولان طرد ما هو إضافي عن طريق البول. نتيجة ذلك، تحتاجون إلى التبوّل أكثر من المُعتاد بما فيه خلال منتصف الليل. بما أنكم تخسرون الكثير من السوائل، ستشعرون بعطش إضافي وسيتعرّض فمكم بدوره للجفاف.
العطش غير الطبيعي
زيادة التبوّل تعني أنّ الجسم يتخلّص من كمية مياه أكثر من المُعتاد، ما يعرّضكم لخطر الجفاف. يمكن لذلك أن يُشعركم بالعطش حتى على رغم استهلاككم كمية المياه ذاتها التي تحصلون عليها يومياً. فضلاً عن أنّ احتساء مزيد من المياه سيدفعكم بدوره إلى التبوّل أكثر.
الإرهاق
التعب عبارة عن انعكاس سلبي للجفاف. يعني ذلك أنّ التبوّل والشعور بالعطش أكثر من المُعتاد سيؤديان إلى استنزاف كُلّي للطاقة. هذا الأمر قد يستمرّ حتى إذا كنتم تخلدون إلى الفراش وتستيقظون في الوقت المُعتاد. النهوض مرّات عديدة خلال الليل بدافع التبوّل يعوق نومكم أيضاً، وبذلك تحصلون على ساعات أقلّ من الراحة ممّا تعتقدون.
تشوّش الرؤية
عندما تكون مستويات الغلوكوز مرتفعة جداً، يمكن للسائل أن يتسرّب إلى عدسة العين ويؤدي إلى تورّمها ومن ثمّ تغيير شكلها، وبذلك تعجز عن التركيز بشكل صحيح. حصول هذا الأمر يجعل الرؤية مشوّشة وغير واضحة حتّى عند ارتداء العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية.
نزيف اللثة
البكتيريا ذاتها التي تحبّ السكر والتي تؤدي إلى التئام الجروح بوتيرة أبطأ قد تعبث أيضاً في اللثة، فتجعلها حمراء ومتورّمة ورقيقة، وأكثر مَيلاً إلى النزيف عند تنظيف الأسنان.
عادةً، إنّ الجسم يحارب الجراثيم المُسبِّبة للإلتهاب في الفم. لكنّ السكر المرتفع يجعل هذه المنطقة أرضاً خصبة للبكتيريا، ويقلّص قدرة الفم الطبيعية على محاربة البكتيريا.
بقع غريبة على الجلد
يمكن للإفراط في مستويات السكر أن يدمّر الأوعية الدموية، بما فيها تلك التي تقع مباشرةً تحت الجلد. هذا التلف قد يؤدي إلى بقع بُنّية حمراء على البشرة تكون لامعة أو متقشّرة، خصوصاً في أسفل القدمين، وتدفعكم عادةً إلى الحكّ وقد تكون أيضاً مؤلمة. كذلك من المحتمل أن تلاحظوا بقعاً داكنة خصوصاً في العنق أو الإبطين أو أعلى الفخذين.
كثرة السكر في الدم قد تدفع خلايا الجلد إلى إعادة الإنتاج بشكل أسرع من الطبيعي. الخلايا الجديدة تملك صبغة أكثر، ما قد يؤدي إلى بقع داكنة لا تكون مؤلمة على الأرجح، ولكنها قد تسبّب حكّة أو حتّى رائحة نتِنة.
ما العمل؟
الشعور بعطش أو تعب غير معتاد ليوم أو إثنين لن يشكل خطراً على الأرجح. لكن إذا استمرّت الأعراض لأكثر من ذلك، أو ترافقت مع أعراض أخرى، يجب استشارة الطبيب فوراً بما أنها علامات واضحة للسكري.
الطبيب سيُجري لكم اختبار دم لفحص مستويات السكر لديكم. إذا كانت مرتفعة جداً، قد يوصيكم بتناول أدوية معيّنة للمساعدة على التحكّم فيها. غير أنّ تعديلات نمط الحياة تستطيع بدورها أن تُحدِث فارقاً كبيراً. أثبتت الدراسات العلمية أنّ الغذاء الصحّي الغنيّ بالأطعمة النباتية والمُنحفض السكر يعكس اتجاه مرحلة ما قبل السكري أو السكري بحدّ ذاته.
(سينتيا عواد - الجمهورية)