شدد وزير الاعلام ملحم الرياشي على اهمية المصالحة، مستشهدا بقول للبابا القديس بولس الثاني "ان المصالحة أساس لحضارة المحبة والسلام"، لافتا الى "ان المصالحة مفهوم أساسي الى جانب القيم الاجتماعية والخير العام. ان العمل على المصالحة هو جزء استراتيجي وخزان استراتيجي للعمل السياسي. ان المصالحة التي حصلت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ليست عابرة او بسيطة انما ضاربة لجذورنا اللبنانية لانها كانت رغبة أساسية لشعب تعرض في فترة من الفترات لاضطهاد داخلي، حين اضطهد فيها الأخ أخيه وشتمه وقتله احيانا. ان المصالحة هي رد اعتبار لجميع الشهداء الذين سقطوا والحروب الداخلية، ورد اعتبار لسيادة لبنان وكرامته، لانها الباب الاستراتيجي لوحدة لبنان والشراكة مع الأخ المسلم فيه".
وخلال ندوة حول "مفهوم السياسة الصحيح وقانون الانتخاب الجديد" في حراجل، اشار الى "ان المصالحة هي رد المسيحيين كقوة حقيقة ثالثة في لبنان الى جانب السنة والشيعة والدروز. كان المسيحيون منقسمين بين الشيعة والسنة، ومع المصالحة اصبح هناك السنة والشيعة والمسيحيون. لولا المصالحة ما كان هناك ما يسمى اليوم وحدة الصف ووحدة الحال ووحدة الإخوة، لولا المصالحة لما كان عندنا اليوم رئيس للجمهورية وكانت المؤسسات مشتتة وضائعة والكيان مهدد نتيجة لكل ما يحصل في الشرق. لولا المصالحة لما وجد اخ يتحدث مع أخيه. لولا المصالحة لكان الكره مزروعا الى اقصى الحدود، ولكانت الكراهية عنوانا للعلاقة بين الشعب المسيحي الذي مهمته في هذا الشرق ان يعلم المحبة وشجاعتها كونه نموذجا لها. لقد أتت المصالحة لتنزع الكراهية بين الإخوة، وتعيد الحب الى القلوب، واعادة احترام الأخ الى اختلاف أخيه عنه وتباعده وتمايزه عنه. واكدت المصالحة على الإخوة بين الإخوة على الرغم من الاختلاف بينهما. ان الاختلاف هو حق جوهر أساسي في الديموقراطية والطريق التي يعمل من خلالها العقل، لانه اذا لم اختلف معك بالرأي وأصبحنا متشابهين بالرأي نكون بذلك مثل قطيع الغنم، بينما الاختلاف في الرأي والنقد الإيجابي والبناء لبعضنا البعض هو الطريق المثالية التي يعمل بها العقل والإنسان".
وتابع: "لولا المصالحة لما كان تحول الخلاف العميق والعقيم والذي عمره 30 سنة، الى اختلاف ديمقراطي وحقيقي وحر وحضاري وخيرر في بعض المواقف، للمجتمع. لولا المصالحة لكان هذا الاختلاف بقي خلافا وكان هذا الخلاف يستثمر من قبل كل الناس الا من قبل المسيحيين ولمصلحتهم آمنت بهذه المصالحة. ان المصالحة هي خزان استراتيجي للمسيحيين وملعون من يحاول اسقاطها".
وعن ورقة النيات مع التيار الوطني الحر، لفت الرياشي الى "اننا أصررنا على التنافس الخير والإيجابي. عندنا نكون على اختلاف في الاراء، كل جهة تقول ما عندها، وهذا لا يعني اننا نحول الاختلاف بيننا الى خلاف جديد كما حصل في الماضي. هذا الاختلاف هو ثمرة الحضارة المسيحية التي هي حضارة التنوع والشراكة، ان المصالحة أمنت الشراكة الحقيقية بين المسيحي والمسلم في لبنان كي يحلقوا معا الى الأعلى. ان المصالحة هي اعادة اغتراب الوطن. المصالحة جعلتنا ندخل الى الكنيسة معا كما يجب ان نكون معا حقيقة ومن دون كذب. ان ورقة النيات أمنت كل هذه التفاصيل، اما المصالحة فأمنت 3 نقاط أساسية، وهي: رئيس للجمهورية وحكومة تضم 15 وزيرا مسيحيا و15 وزيرا مسلما، ولكن الوزراء المسيحيين هم يمثلون لدرجة ان رئاسة الجمهورية استعادة صلاحيات الجمهورية الاولى ولو ومن دون نص. الى هذا الحد أمنت المصالحة المسيحية التمثيل المسيحي الاستراتيجي. المصالحة أمنت الحكومة التي انجزت الموازنة بعد عشر سنوات على غيابها، وقانون الانتخاب يؤمن صحة التمثيل والنسبية التي تعزز التمثيل لكل الناس من دون استثناء. لو اردنا قانونا يؤمن مصالحنا لاننا اليوم متحالفون ومتفقون، لكنا أبقينا على القانون القديم. ان القانون الانتخابي الجديد أمن فرصة جديدة وظرفا جديدا للبنان ان يتمثل بكل فئاته وجهاته، وفي الوقت نفسه أمن حق الاختلاف حتى حيث لا تكون اللوائح مشتركة بين القوات والتيار، وتكون غير مشتركة بالاتفاق بين الطرفين لان الكسور على لائحة واحدة تأتي بنائب فقط، بينما الكسور في لائحتين تأتي بنائبين. لذلك، هذا القانون دقيق قليلا، واذا رأيتم لوائح منفصلة لا تظنوا ان هناك انفصالا، واذا شاهدتم لوائح مشتركة افرحوا لانه هناك إمكانية اكبر لحصد نتيجة اكبر. لان كل هدفنا من إقرار قانون جديد هو تأمين سلطة تنبثق من الشعب اللبناني من اجل مصلحته وحمايته".