حرّف التلفزيون الإيراني الرسمي - وهو فعلا التلفزيون الوحيد حيث لا يوجد هناك أي تلفزيون غير رسمي- خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الأمم المتحدة ما أثار ردود فعل من الجمهور الإيراني التي تراوحت بين الإنتقادات والسخرية.
وبرّر المترجم نيما شيتساز تصرفه بأن من غير اللائق أن يذكر بلاده بالسوء عبر التلفزيون الوطني.
إقرأ أيضا : بالفيديو : حقيقة تصريحات ترامب حول “توطين” اللاجئين في لبنان ودول الجوار
وعندما قال ترامب : " النظام الإيراني يضيق على الوصول إلى الإنترنت حتى لا يرى الإيرانيون لحظات إطلاق النار على المتظاهرين العزل ولحظات إيقاف من يريدون إصلاح النظام السياسي" ، إكتفى المترجم بقوله : " تشهد إيران الكثير من الحوادث التي هي غير مقبولة من وجهة نظرنا. "
ليست هذه أول مرة يتم فيها تحريف الخطاب غير المرغوب فيه في التلفزيون الإيراني بل قامت في 2012 بترجمة محرفة لخطاب الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال قمة دول عدم الإنحياز بطهران حيث غير المترجم العبارات إلى البحرين بدلا من سوريا.
فعندما قال مرسي: " إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والعدالة والكرامة" ، قال المترجم: " إن شعبي فلسطين والبحرين يناضلان للحرية."
وعندما قال مرسي: " إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع، نقلها المترجم نحن نتضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة الموجهة ضد هذا البلد."
إقرأ أيضا : بالفيديو : عندما أهان نعيم قاسم المرأة المطلقة !
النظرة الأيديولوجية التي يتبناها التلفزيون الرسمي الإيراني تدفعه إلى الرقابة على خطابات الأعداء، بينما يتوجب عليه أن يبرز عداء العدو ولا أن يحوّل العدو إلى محايد عبر حرب خطاباته.
هل يتوقع الشعب الإيراني أن يتخلى الرئيس ترامب عن موقفه العدائي تجاه إيران؟
الجواب هو النفي بالتأكيد.
فلماذا يخجل التلفزيون الإيراني عن تقديم ترجمة صحيحة لخطاب ترامب وأمثاله؟ وإذا يتعذر عليه تقديم ترجمة صحيحة فلماذا يقدم على البث المباشر لهكذا خطابات؟