تحت عنوان "بكلمات حادّة وغارات تُرسل إسرائيل رسالة لحزب الله والولايات المتحدة الأميركية"، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرًا تحدّثت فيه عن استعراض إسرائيل لعضلاتها العسكرية مؤخرًا، بمواجهة ميزان القوى في المنطقة الذي يميل الى إيران و"حزب الله".
ونقلت الصحيفة عن خبراء ومسؤول عسكري إسرائيلي سابق رفيع المستوى قولهم إنّ إسرائيل تظهر أنّها ستردّ بقوة لحماية مصالحها، وتعمل لوضع حدّ للحزب من دون اندلاع حرب، ولكنّ هذا الخط غير ثابت، ويمكن لأي خطوة ناقصة أن تؤدي الى نشوب حرب.
وأوضحت الصحيفة أنّ إسرائيل تسارع لضبط الوضع مع حصول الرئيس السوري بشار الأسد على اليد العليا في الحرب، بدعم من إيران، و"حزب الله" الذي أرسل آلاف المقاتلين الى سوريا.
ولفتت الى أنّ الحكومة الإسرائيلية كانت أعربت عن إحباطها من تركيز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قتال "داعش" من دون وضع حد لإيران و"حزب الله"، وقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا إتفاق وقف إطلاق النار الروسي الأميركي في جنوب سوريا الذي لم يشمل التوسّع الإيراني.
وقرّرت إسرائيل الإقدام على الفعل لتُسمَع، فالأسبوع الماضي حلّقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض في أجواء الجنوب، كما قصفت منشأة عسكرية في سوريا يعتقد أنّه يجري فيها تصنيع صواريخ لحزب الله، كذلك استخدمت الباتريوت لإسقاط طائرة مسيّرة اقربت من أجوائها فوق الجولان.
وردًا على التهديدات الإسرائيلية، برزت في المقابل تحذيرات إيرانية، إذ حذّر القائد العام للجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي، إسرائيل من ارتكاب "أي حماقة" لافتًا الى أن النتيجة ستكون "تسوية مدينتي حيفا وتل أبيب بالأرض"، ورأت الصحيفة أنّه ذكر هاتين المدينتين لأنّ صواريخ الحزب الله تصل اليهما. من جانبه، كرّر الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تحذير إسرائيل من شنّ أي عمل ضد لبنان.
وقالت الصحيفة إنّ إسرائيل تعتقد أنّ "حزب الله" يمتلك 100 ألف صاروخ، وتخشى من أن تساعد إيران الحزب لتطوير صواريخ أكثر دقّة وتوجيهًا، وأن تؤسّس وجودًا عسكريًا دائمًا في سوريا، ومن هناك قد يركّز الحزب نظره على الجنوب السوري.
وخلال الأشهر الماضية، اتهم نتنياهو إيران بإنشاء مواقع تصنيع صواريخ طويلة المدى في لبنان وسوريا. وأظهرت إحدى الصور الملتقطة من الأقمار الإصطناعيّة أحد المواقع المزعومة بالقرب من مرفأ بانياس.
الجنرال الإسرائيلي نيتزان نوريال وهو ضابط سابق في الجيش وكان نائب قائد فرقة مسؤولة عن الجبهة اللبنانية خلال حرب تموز 2006، قال: "علينا أن نتعامل مع هذا النوع من التهديد. ويجب أن يبقى حزب الله متذكرًا ما حصل في حرب تموز".
من جانبه، قال مسؤول عسكري من تحالف "حزب الله - إيران -النظام السوري" للصحيفة: "إذا كان يظنّ الإسرائيليون أنّ بإمكانهم شنّ حرب على لبنان، فَهُم يرتكبون خطأ كبيرًا. في سوريا تعلّمنا الهجوم".
أمّا المحلّل أوفير زالزبيرغ فقال: "لا أعتقد أنّ إسرائيل ستُطلق حربًا إستباقيّة، لكنّ الحرب القادمة مع حزب الله ستكون دراماتيكية لإسرائيل ويكون لها نتائج على كلّ من هو في السلطة". كما قال إنّ "احتمال الحرب ليس بعيدًا، فبعض المسؤولين في إسرائيل يدعون للتدخّل"، وإذ وصف إسرائيل بأنّها "مذعورة"، قال المحلّل إنهم يدعون للقصف الآن.
وتخشى إسرائيل من الخبرة التي اكتسبها الحزب في الحرب السورية، وتخاف من سيناريو يقوم به الحزب بمداهمة من أحد أطراف الحدود مع تراجع الحرب السورية. في هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي: "نقوم بتقوية الحدود لأنّ في أي حرب مقبلة قد يبذل حزب الله جهودًا لاجتياز الحدود".
من جانبه، رأى البروفيسور في الجامعة الأميركية في بيروت كمال وزني أنّ أي مواجهة بين الحزب وإسرائيل ستكون مميتة، مدمّرة، ومؤلمة للطرفين.