وقالت الصحيفة، في تقريرها إن الرئيس الأميركي، بات يبحث عن صلة بين البرنامج النووي الذي تبنته كوريا الشمالية، والبرنامج الذي أطلقته إيران، قبل وأثناء اتفاق 1+5. والجدير بالذكر أن هذا القرار المفاجئ قد ساهم في تصعيد حدة القلق بالنسبة للدبلوماسية الغربية، وخاصةً الطرف الصيني والروسي.
وأفادت الصحيفة أن السياسة الخارجية الأميركية أصبحت موجهة بشكل خاص نحو تنفيذ مخطط الحرب المزدوجة ضد كل من إيران وكوريا الشمالية. في الواقع، كانت كل من كوريا الشمالية وإيران على رأس قائمة الأهداف التي وضعها الرئيس ترامب منذ دخوله للبيت الأبيض، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. في الأثناء، يبدو أن ترامب قد شرع بالفعل في العمل على تحقيق الأهداف التي حددها في هذا الصدد.
وأضافت الصحيفة إن حرب ترامب المزدوجة قد انطلقت من خلال فرض عقوبات فردية ولكن متزامنة على كلا الدولتين، ما يشير إلى أنهما قضيتان متماثلتان في نظره. إثر ذلك، سعى ترامب إلى القطع مع السياسات السابقة التي كان يعتمدها البيت الأبيض، وذلك من خلال محاولة إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، فضلا عن إعلان نهاية عهد "الصبر الاستراتيجي"، الذي كان يتبناه سلفه أوباما، مع كوريا الشمالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي، ومنذ توليه لرئاسة البيت الأبيض، أصبح يولي اهتماما كبيراً لهاتين القضيتين. ومن الواضح أن ترامب ينتظر الوقت المناسب حتى يبادر بالخروج من اتفاق 5+1 دون التسبب في أزمة دبلوماسية مع الحلفاء الأوروبيين. وفي الوقت ذاته، يعمل ترامب جاهدا على تكثيف الضغوط على طهران وحلفائها.
وأوردت الصحيفة أنه في الأسابيع القليلة الماضية، شدد الرئيس الأميركي على ضرورة تكفل وكالة المخابرات المركزية بمهمة إيجاد طريقة تمكنه من إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. والجدير بالذكر أن هذه الإستراتيجية قد أثبتت نجاعتها سابقا، حيث وظفها الرئيس السابق، جورج بوش، ضد العراق ما مكنه من شن حرب ضد صدام حسين.
وأوضحت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية قد نددت بهذه الضغوط التي ما فتئ الرئيس الأميركي يمارسها عليها، محذرة إياه من محاولة إخضاع الاستخبارات الأميركية لتوظيفها في إطار السياسة الخارجية. وعلى الرغم من تحذيرات وكالة الاستخبارات المركزية، لم يتراجع ترامب عن خطته. في حين تأكد ترامب أن المساعدة لن تأتي من الداخل، فضل الاستعانة بدول حليفة، وخاصةً المخابرات البريطانية.
وأفادت الصحيفة أن المخابرات البريطانية على مقربة من اكتشاف قناة اتصال بين طهران وكوريا الشمالية. ووفقاً لما صرحت به مصادر قريبة من الحكومة البريطانية لصحيفة التلغراف، عقدت الدولتان اتفاقا، سيمكن كيم جونغ أون من شراء تكنولوجيا نووية، ستسمح له بتطوير برنامج بلاده النووي.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن محاولة الولايات المتحدة لضرب كل من كوريا الشمالية وإيران في الوقت ذاته، ضمن ما يسمى بالحرب المزدوجة، سيساهم في نشوب أزمتين مع دولتين تمتلكان مصالح إستراتيجية مع روسيا والصين. فضلا عن ذلك، قد يؤدي هذا القرار إلى تهديد التوازن الآسيوي الهش وخلق موجة تصعيد جديدة، قد لا تكون دبلوماسية بالضرورة.