لم يُدعَ الرئيس ميشال عون إلى حفل الإستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركي لرؤساء الدول والوفود المشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
كان هذا الخبر ليمر مرور الكرام أو حتى كان يمكن إستثماره بالسياسة بحيث يظهر الرئيس بمظهر الرافض لحضور هذا الحفل متسترًا خلف كومة من الشعارات القومية والوطنية وحتى الإسلامية تبدأ (الكومة) من سياسات أميركا اتجاه لبنان وحزب الله تحديدًا ووصولًا إلى فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي وما إلى هنالك، كما جرت العادة عند جماعة الممانعة.
إقرأ أيضًا: شهداء الضاحية،،، والأسئلة المشروعة
أو على الأقل كان يمكن السكوت عن هذا "النبذ" لرئيس البلاد لولا التبرير السخيف الذي أورده مستشاره الإعلامي بأن أسباب عدم دعوة عون وعدم حضوره إنما هي لأسباب لوجيستية كثيرة ومتعددة!!
لا بد من الإشارة هنا، بأن رغبة الرئيس عون لحضور هذا اللقاء كانت متوفرة وموجودة وهذا ما نستنتجه من بين طيات التبرير أولًا، ومن حضور جبرال باسيل (رئيس الظل)، بمعية سعد الحريري اللقاء الذي حصل في تموز الفائت بالرغم من المواقف مرتفعة السقف التي أطلقها ترامب يومها ولم يبد وزير الخارجية حينها أي إمتعاض يذكر.
إقرأ أيضًا: عاشوراء من ذكرى إلى.. كارنافال
صحيح أن عدم حضور الرئيس عون حفل الإستقبال لا يعتبر بالأمر المهم ولا هو مؤشر خطير عن نظرة الأميركي الى لبنان، لو أن الأسباب حقيقة كانت لوجيستية.
أما إذا ما كانت "اللوجيستية" هنا، هي العلاقة العضوية بين عون وحزب الله، وترامب يعتبر أن الرئيس عون هو الممثل الشرعي لسياسات حزب الله ومن خلفه للمحور الإيراني، فحينئذٍ لا يمكن المرور على هذه "الأسباب اللوجستية" بإستلشاء وبدون التوقف مليًا عندها، لما لها من تبعات خطيرة جدًا خاصة ونحن على مفترق طريق إعادة توزيع النفوذ بالمنطقة، في جغرافيا حساسة جدًا مثل لبنان، وفي لحظة إنكشاف لا مجال فيها بعد للعبة تعدد الأوجه.