كانت كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة صادمة ومزلزلة على مختلف المقاييس والموازين.
من حديثه عن كوريا الشمالية وتهديده بتدميرها إلى وصفه إيران بأنها دولة مارقة تدعم الإرهاب وصولا إلى دعوته بمحاربة التنظيمات الإرهابية من القاعدة وحزب الله وداعش وليس إنتهاءا بتهجمه على فنزويلا وتوعده بمناصرة ودعم الشعب الفنزويلي.
لكن النقطة الأبرز التي أشعرت البعض بالقلق أو هكذا أرادوا أن يظهروا هو حديثه عن اللاجئين في العالم وأنه إذا تم تقديم الخدمات لهم في بلاد الجوار سينالون حقوق أكثر من أن يأتوا إلى أميركا.
هذه الكلمة إستنفرت قوى " محاربة التوطين " في لبنان فأرسل الرئيس نبيه بري رسالة بإسم المجلس النيابي يرفض فيها التوطين وكذلك رفضت أوساط بعبدا الموضوع وكذلك الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وسيكون للرئيس ميشال عون تعليق عن الموضوع في كلمته المرتقبة.
لكن ما لم ينتبه له هؤلاء وربما عن قصد أن ترامب لم يتكلم عن التوطين بل بالعكس هو صاحب مدرسة سياسية ترفض اللجوء واللاجئين وهو قال هذا الكلام في سياق نظرته الخاصة ومفهومه للسياسة الأميركية التي يريد تكريسها عن اللاجئين وبالتالي تم تفسير كلامه بمعنى آخر مختلف.
والسؤال : لماذا فسر بري وباسيل هذا الكلام بهذا النحو ؟
ربما هم أيضا وقعوا في فخ الترجمة وفهم سياقات الكلام وربما أيضا لم يقعوا بل يريدون إستغلال الأمر إنتخابيا كون التوطين يقلق راحة المسيحيين والشيعة والدعوة إلى رفضه على أبواب الإنتخابات يكسب دعاته ولا يخسرهم.
لذلك، تدخل قضية المتاجرة بالتوطين على خط الدعاية الإنتخابية في لبنان خصوصا بين بري وباسيل.