حيث تخطت القوات السورية بذلك "خطاً عازلاً للتهدئة" سبق لموسكو وواشنطن أن اتفقتا عليه، ما يزيد من فرصة حدوث مواجهات بين قوات حلفائهما في المنطقة، حسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وقالت روسيا في بيان لها إن القوات السورية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قد عبرت نهر الفرات الإثنين، باستخدام جسور بديلة مؤقتة، لتصبح الآن على بعد أقل من 5 كيلومترات من مواقع تمركز المجموعات الكردية المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية، بحسب ناشطين محليين.
التقدم السوري الحكومي يوم الإثنين وتوغله في محافظة دير الزور الغنية بالنفط يُبرز مدى الخطورة التي وصلت إليها الحرب على تنظيم "داعش"، بينما تقترب حرب الحلفاء بالتوازي من الاشتعال. ويغامر الحلفاء السوريون حال وقعت مواجهات بينهما بجر واشنطن وموسكو إلى مواجهة دولية مباشرة، فبعض قوات هاتين الدولتين العُظميين موجودة جنباً إلى جنب مع المقاتلين المحليين على الأرض، ومواجهة كهذه من شأنها إلهاء الجميع عن هدفهم المشترك المتمثل في هزم تنظيم "داعش".
النفط هو السر
تعد محافظة دير الزور المحاذية للعراق آخر معقلٍ مهمٍ لتنظيم داعش، فهناك يختبئ العديد من كبار الرتب في التنظيم الإرهابي، حسب ما يقال.
وتتطلع القوات السورية الحكومية للوصول إلى حقول نفط المحافظة الواقعة شرقي نهر الفرات، لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إن اجتيازها نهر الفرات يشكل خرقاً لتفاهمٍ بين واشنطن وموسكو يقضي بأن تكون عمليات شرق الفرات من نصيب الولايات المتحدة وحلفائها، فيما تتولى روسيا وقوات الحكومة السورية عمليات غرب الفرات.
وقال دبلوماسي غربي إن موسكو حتى لو أرادت الالتزام بالاتفاق فإنها ستواجه صعوبة في كبح الحماسة السورية للتقدم، وتابع "إن النظام يعارض تماماً وجود خط عدم التداخل العازل هذا على طول الفرات في دير الزور. هم يعتقدون أن بوسعهم الظفر بهذه المنطقة 100%، والأسد مصرٌ على التوغل ضمن المنطقة الأميركية حتى يصل إلى حقل (العمر) النفطي."
وحقل العمر النفطي هو أكبر حقول سوريا النفطية وأكثرها إدراراً للمال، فمبيعات خامه أدرت على تنظيم داعش ملايين الدولارات خلال الأعوام الـ3 الماضية؛ والنظام السوري الذي كانت قبل الحرب ينتج أكثر من 350 ألف برميلاً يومياً هو في حاجة ماسة ليصل إلى احتياطي النفط كي يقلل من اعتماده المُكلِف على النفط الإيراني.
كلاهما يرغبان في خرق الاتفاق
وقال ناشطون إن التوتر كان يتصاعد حتى قبل عبور قوات النظام لنهر الفرات، ذلك لأن الطائرات الأميركية قصفت قوات تابعة للجيش السوري الأسبوع الماضي حسب أقوال الناشطين، فيما جاء الرد نهاية الأسبوع الماضي بقصف قوات سوريا الديمقراطية بدير الزور على يد قوات النظام أو القوات الروسية، حسبما قالت هذه القوات.
ويقول المعارضون السوريون إن الولايات المتحدة الأميركية لعلها هي الأخرى لديها مصلحة في خرق الاتفاق، فالسائد أن العديد من كبار الرتب في داعش قد فروا إلى مدينتي الميادين والبوكمال السوريتين الواقعتين كلتاهما على ضفة الفرات الغربية.
وختم معارضٌ سوري مدعوم أميركياً بالقول "لن يتورع الأميركيون هم أيضاً عن دخول الميادين والبوكمال."
(فاينانشال تايمز - هافغتون بوست)