سيطر امس على الساحة اللبنانية حدثان مهمان، الاول تمثل في اسقاط الطيران الاسرائيلي لطائرة من دون طيار فوق الجولان المحتل، والثاني بإقرار لبنان الاحكام الضريبية المتعلقة بالانشطة البترولية. الحدث الاول اظهر ضعف الجيش الاسرائيلي في مواجهة ايران وحزب الله، اذ رغم تزامن تحليق الطائرة مع قيام الكيان الاسرائيلي بمناورة عسكرية واسعة على حدوده الشمالية، تمكنت الطائرة من الوصول الى مدينة صفد المحتلة حيث فشلت المنظومة الصاروخية للعدو في اسقاطها، ما استدعى تحليق طائرتين اسرائيليتين واستهدافها في الجو. يعتبر هذا العمل العسكري تغييراً في المعادلة، اذ اصبح بمقدور حزب الله الالتفاف على المنظومة الدفاعية الاسرائيلية، ما يفتح الباب واسعا امام التكهنات بقدرته التكنولوجية والعسكرية و المفاجآت الممكنة في اي حرب مقبلة مع كيان العدو.
أما بالنسبة الى الاحكام الضريبية على النفط، فلقد وضع مجلس النواب لبنان على خارطة الطريق الفعلية كي يدخل نادي الدول النفطية. ومن المتوقع ان يقر المجلس النيابي في الايام والاسابيع المقبلة تلك المتعلقة بالغاز الطبيعي كما قانوني الصندوق السيادي والشركة الوطنية للنفط.
طائرة الجولان
في ما خصّ ما حصل في الجولان، فقد ذكرت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الديار» ان الطائرة دون طيار التي اسقطتها طائرة هجومية اسرائيلية، لم يجر اكتشافها من الرادارات الاسرائيلية، الا بعد تحليق استمر لمدة خمس وثلاثين دقيقة فوق مدينة صفد المحتلة.
وان القيادة الميدانية التي أشرفت على مسار الطائرة كشفت انها شبيهة بطائرة مرصاد التي حلقت فوق الحدود اللبنانية - السورية منذ سنوات. المصادر تؤكد لـ«الديار»، ان تسيير هذه الطائرة جاء بتوقيت حساس بالنسبة للجيش الاسرائيلي. الذي ينفذ مناورات دفاعية، ولمجرد تحليق الطائرة فيما وحدات الجيش الاسرائيلي في حالة استنفار، يعني اطلاق رصاصة الرحمة على هذه المناورات، مما يؤكد ان الجهة المحركة للطائرة، سجلت هدفاً استراتيجياً في مرمى الجيش الاسرائيلي. وبناء عليه، شنت الطائرات الاسرائيلية غارتين على تل رشاحة الواقع بين الحدود اللبنانية - السورية من جهة مزارع شبعا، ما يشير ايضاً الى ان تل ابيب، تحرص على التقيّد بقواعد الاشتباك مع لبنان، بحيث ردت على عملية اطلاق الطائرة من اراض سورية، بغارتين داخل الحدود السورية المتاخمة للبنان.
وانطلقت الطائرة من قاعدة جوية سورية حيث تم اطلاق صاروخ باتريوت، لكنه فشل في اسقاطها، مما استدعى تدخل الطيران الحربي الأسرائيلي حسب مصادر ميدانية عربية. وتتابع هذه المصادر انه اذا لم تتمكن القبة الحديدية من اسقاط طائرة من دون طيار، فكيف الحال عندما يتم اطلاق الاف الصواريخ من جنوب لبنان و الجولان المحتل في اي حرب مقبلة مع العدو الأسرائيلي؟
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد ذكرت انه تم اسقاط طائرة من دون طيار كانت تحلق فوق مرتفعات الجولان مشيرة إلى أنها على الأرجح إيرانية الصنع كانت في مهمة استطلاعية لحزب الله على طول الحدود الجولان المحتل مع سوريا.
النفط والاحكام الضريبية
اما على الصعيد الداخلي، فقد اقر مجلس النواب امس عدداً من القوانين الملحة واهمها قانون الاحكام الضريبية المتعلقة بالأنشطة البترولية مع تعديلين على المشروع الاساسي. ويعتبر اقرار هذا القانون مقدمة رئيسية لبدء شركات النفط العالمية تقديم عروضها، وبذلك دخول لبنان رسميا نادي الدول النفطية. وتخللت المناقشات مداخلات من النواب، اهمها مطالبة النائب نواف الموسوي بأن تحفظ الدولة حقوقها عبر اقامة شركة وطنية و صندوق سيادي، فأجابه الرئيس بري ان الموضوع سيطرح في الجلسات القادمة عبر قوانين يجري العمل عليها، خصوصا المتعلق منها في الشركة السيادية.
وكان مجلس النواب عقد جلستين صباحية ومسائية اقر خلالهما حزمة من القوانين، من ضمنها حق المرأة في الترشح على البلدية في مسقط رأسها.
ثم رفع الرئيس بري الجلسة المسائية امس الى الـ11.00 من قبل ظهر اليوم. (التفاصيل صفحة 7)
سجال حول موعد الانتخابات
داخلياً أيضاً، ورداً على طرح الرئيس بري وكتلة التنمية والتحرير اجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي عبر قانون معجل مكرر، اعتبر نائب وقيادي بارز في التيار الوطني الحر في اتصال مع الديار ان الطرح يأتي من باب التشكيك في قدرة الحكومة على اجراء الانتخابات في موعدها ضمن تكنولوجيا البطاقة البيومترية، وان الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في هذا الملف. كما اعتبرت مصادر مطلعة ان في طرح الرئيس بري رسالة سياسية عن انزعاج لديه من طريقة الادارة الحاصلة لبعض الملفات، اذ ان القاصي والداني يعرف انه قلما جرت انتخابات نيابية في الشتاء بل تحصل معظمها في الربيع او اوائل الصيف. فيما اشارت مصادر عين التينة الى ان الهدف الوحيد للرئيس بري من طرح القانون المتعلق بالانتخابات، هو قطع الطريق على اي محاولة لاجراء تمديد رابع، بحجة ان لا قدرة للحكومة ووزارة الداخلية على اصدار البطاقة البيومترية في الاشهر الثلاثة المقبلة.
هذا وكان وزير الخارجية جبران باسيل رد على الطرح من هيوستن في الولايات المتحدة، حيث اعتبر ان الهدف من استعجال الانتخابات الغاء الاصلاحات التي تضمنها القانون الجديد، مما استدعى ردا من النائب في كتلة التنمية والتحرير هاني قبيسي الذي اعتبر ان رد باسيل يؤكد صوابية اجراء الانتخابات قبل موعدها.
لقاءات عون في نيويورك
هذا ويواصل رئيس الجمهورية لقاءاته في نيويورك، حيث عرض امس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وكانت جولة أفق في الشأن الإقليمي والأوضاع في المنطقة، لا سيما التطورات على صعيد مواجهة الإرهاب. وهنأ الملك الأردني الرئيس عون على «تحرير لبنان جرود السلسلة الشرقية من التنظيمات الإرهابية»، وأكد «وقوف الأردن إلى جانب لبنان ودعم مؤسساته السياسية والعسكرية والامنية».
كما عقد الرئيس عون لقاء ثنائيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجرى عرض العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة وتطورات القضية الفلسطينية. وهنأ الرئيس عباس لبنان بشخص الرئيس عون على «تحرير أرضه في الجرود الشرقية من الإرهاب».