أمل وزير الشباب والرياضة محمد فنيش "أن نتجاوز التعقيدات التقنية التي يمكن أن تسبق وترافق الانتخابات النيابية المقبلة على أساس القانون الانتخابي جديد، ولكن في كل الأحوال لا ينبغي أبداً أن يكون هناك تأخير في إجراء الانتخابات، فلا يفكرن أحد بتمديد أو تأجيل، وإذا لم يكن هناك إمكانية لتأمين مستلزمات تقنية البطاقة الممغنطة، فنحن ليس لدينا مانع من أن تجري الانتخابات مبكراً من دونها، وإذا كان هناك بطاقة ممغنطة، فنحن معها على قاعدة أننا نريد أن نطوّر من الأحوال الشخصية ونجري انتخابات نزيهة وبدون استفادة من الرشاوة أو إدخال عنصر المال، ولكن هذه البطاقة لا ينبغي أن تكون عائقاً في يوم الإقتراع أمام المواطن، نجري مثل هذه المباحثات بين مختلف القوى على أمل أن نصل إلى تجاوز هذا الأمر".
وخلال رعايته لحفل افتتاح بئر ارتوازي في بلدة دبعال الجنوبية، لفت فنيش إلى أنه "وفي ظل الحملة التي يشنها البعض علينا في هذه الأيام ويتهمنا فيها بالتقصير تجاه بيئتنا ومجتمعنا، فنحن يمكن أن نكون مقصرين، وجلّ من لا يخطئ، ولكن هناك تعمّد بالإساءة والتشويه والتحريض من قبل البعض، في حين أننا إذا قمنا بالمقارنة بين أوضاع منطقتنا والمناطق الأخرى، سنرى الفرق، على الرغم من أن المطلوب أكثر، ولكن فلنرى أين كنا وأين أصبحنا، حيث أن هذه المنطقة بالذات هي دائماً مشار إليها بالأصابع من قبل المناطق الأخرى وكأننا محسودون، وهذا يعني أن من يمثل هذه المنطقة يعمل على تنميتها، وهذا في صلب التفاهم بيننا في "حزب الله" وحركة "أمل".
وأكد فنيش أن "التفاهم بين "حزب الله" وحركة "أمل" يقوم على ركيزتين أساسيتين، فالركيزة الأولى هي أن نتمسك بالمقاومة ولا نسمح لأحد بالمس بها، وهي التي ثبت للجميع أنها ضمانة لحماية الوطن، فقد حررت الأرض من الاحتلال الإسرائيلي ولها فضل اليوم على العالم العربي والإسلامي والإنسانية جمعاء، لأنها واجهت ظاهرة الإرهاب التكفيري التي يعاني من تناميها العالم أجمع، وهي قد وجهت ضربات قاسمة في سوريا لهذا الإرهاب ومشروعه، إلى أن أصبحت سوريا اليوم تتجه بتضحيات جيشها والمقاومين لتتحرر من هذه الحرب الهمجية التي شنت عليها واستخدمت فيها هذه الأدوات المتوحشة التي هي على شاكلة البشر، ولكنها لا تحمل أي صفة من صفات الإنسانية، ولذلك فإن هذه المقاومة سيشهد العالم ويسجل أنها في مرحلة كان العالم يراهن على هذه الجماعات التكفيرية نبهت من يدعم هؤلاء التكفيريين بأن لا يتوهّم بأن الضرر سيصيبنا ولن يصيبه، فنحن نعرف كيف ندافع عن أهلنا ومقاومتنا وبلدنا، ولكن عليهم أن يحذروا، لأن هذا الخطر سيرتد عليهم، وها هو العالم اليوم نراه يشكو من العمليات الإرهابية والتهديد منها، إلى أن وصل الأمر بهم لأن يخلقوا حالة بلبلة في لبنان، حيث تقوم بعض بعض السفارات بتنبيه جالياتها في لبنان، لأن يحذروا ولا يتجولوا فيه، على الرغم من أن لبنان هو اليوم آمن أكثر من باريس ولندن وواشنطن وبروكسل، بل قد يكون الأكثر أمناً في العالم، إلا أنه ومع ذلك هناك تعمد لإثارة هذا القلق، وإلا إذا كان هناك معلومات فلتعطى للأجهزة الأمنية ولتؤدي دورها بدون كل هذا الضجيج، ولكن بات واضحاً أن هناك من يريد دائماً أن لا يشعر أبناء هذا البلد بالطمأنينة والاستقرار، وأن يكون هناك مردود إيجابي اقتصادي، ففي هذا العام نرى أن نسبة النمو 2.5 بالمئة وهذا أمر إيجابي جداً، والسبب أن هناك ركيزة أمنية واستقرار، وفّرتها معادلة الشعب والجيش والمقاومة، وبالتالي فإن المردود هو ليس فقط تحرير أرض ودفع خطر، بل هناك مردود إيجابي على صعيد الاقتصاد ومصالح اللبنانيين جميعاً".
وأشار إلى أن "الركيزة الثانية فهي الدفاع عن مصالح أهلنا، ونحن في بلد من الطبيعي فيه أن يكون لكل جهة ولكل منطقة من يمثلها، وإذا كان هناك تحالف بين ممثلي منطقتنا فهذه قوة لها، وقد استطعنا في هذا التحالف على مدى هذه الفترة الممتدة من عام 1992 إلى اليوم أن نجري الكثير ونلبي الكثير، وهذا لا يعني أن كل المشاكل قد حلت، فهناك مشاكل لم تحل على المستوى الوطني العام، وهذا ليس عائداً لنا، ولذلك فإن الذين يتحدثون عن دور حزب الله على الصعيد الداخلي والإنمائي، فقد يكون البعض منهم حريص أو له وجهة نظر من حلفائنا وأصدقائنا، ولكن الكثير يتحدث بقصد الإساءة والتشويه وإنكار ما نقوم به، في حين أن الكل يشهد في لبنان سواء في المجلس النيابي أو في الحكومة، على فعالية وكفاءة ومستوى حضورنا في المجلس النيابي وفي الحكومة، ولكن إدارة البلد لا تتوقف على موقفنا فقط، بل تحتاج لتوافر إرادات مختلف القوى، ونحن نتحدى أي جهة أن تثبت أننا يوماً كنا شركاء في أي فساد أو صفقة أو مخالفين للقانون في كل المسؤوليات التي توليناها في الحكومة أو لم نعمل من أجل مصالح كل اللبنانيين، وهذا أمر لا نحتاج فيه لشهادة بل هو واجبنا، لأننا ننتمي إلى ثقافة تدفعنا إلى أن نقدم أنفسنا من أجل الدفاع عن قيمنا وأهلنا، وبالتأكيد لن نبخل بما هو أقل من ذلك".