منذ أول إنتخابات نيابية ما بعد الطائف حتى يومنا هذا وحزب الله عبر نواب كتلته النيابية " كتلة الوفاء للمقاومة " يهيمنون على المشهد السياسي والإنتخابي والتمثيلي لأهل بعلبك الهرمل.
وتعتبر هذه المنطقة من أكثر مناطق الحرمان في لبنان على كافة المستويات، فهي تعاني تدهورا هائلا بالخدمات الطبية والصحية والتعليمية وسوء في توزع الخدمات وبنية تحتية متهالكة وحرمان مدقع وفقر كبير ما سمح لبعض العصابات ( خطف ونشل ومخدرات ) في الإنتشار في هذه المنطقة والإساءة لأهلها علما أن هذه العصابات هي منبوذة أولا من أهل بعلبك الهرمل الشرفاء.
لكن الوضع المأساوي لهذه المنطقة الغالية على قلوب اللبنانيين لم تدفع بنواب المنطقة للتحرك والمساهمة في رفع الحرمان متحججين بأن المقاومة هي الأولوية في هذا الوقت.
لكن بعد ال 2005 دخل حزب الله إلى السلطة وشارك فيها عبر وزارات هي مخصصة لقطاعات عمل البقاعيين كوزارة الزراعة والصناعة وإستلم في فترة من الفترات وزارة الكهرباء، والوضع المأساوي بقي على حاله ولم يتغير أي شيء.
وللأمانة فإن وزراء الحزب لم يستطع أحد تسجيل أي سيئة أو سلبية في وزاراتهم ولم يشاركوا في الصفقات لكن في الوقت نفسه لم ينجزوا شيئا فهم يدخلون هذه الوزارات ولا يكافحون الفساد فيها ولا يقدمون على خطوات لإنماء منطقة بعلبك الهرمل.
إقرأ أيضا : الشيخ عباس الجوهري: سأكون جنبًا إلى جنب مع نخب البقاع وأهله في الإنتخابات المقبلة للنهوض بالمنطقة
لكن لماذا بعلبك الهرمل بالذات ؟
أولا هذه المنطقة هي لبنانية وولاؤها لبناني صرف وأهلها منبع الكرامة والكرم والشجاعة.
وثانيا لأن هذه المنطقة قدمت آلاف الشهداء والجرحى في مسيرة المقاومة وبالتحديد في مسيرة حزب الله ضد العدو الإسرائيلي وهؤلاء الشهداء هم من ساهموا في تحرير أرض الجنوب والبقاع الغربي.
فأقل الواجب في هذين العقدين الذي كان حزب الله يحتكر المشهد السياسي والنيابي فيها ولا يزال أن يفرض على الدولة مشروعا إقتصاديا للنهوض بالمنطقة.
أما الأعذار كمثل أن الحزب لا يتصرف هكذا ولا يسيطر على الدولة فهي أعذار واهنة وضعيفة بدليل أن حزب الله أسقط حكومتين بأمهما وأبيهما من أجل سياسته الخاصة والإقليمية ، فلماذا عندما يصل الأمر إلى حاجات المواطنين يتواضع ولا يتصرف أو يتحرك ؟!
لا شك أن خزان حزب الله البشري هو من أبناء هذه المنطقة وأهم قياديي الحزب منها أيضا فالواجب على الحزب أن يهتم بأمور المواطنين لأنه مسؤول عن الحرمان وتكريسه في هذه المنطقة.