من أعقل أصدقائي قال لي منذ أسبوع أنه بدأ يستيقظ في منتصف الليل من كل يوم ليناجي ربه بعفوية وبراءة بعيداً عن كل كتب الأدعية المأثورة ويطلب منه أن يُنْزِلَ الوحي عليه ويبعثه رسولاً.
قلت له: " يا أخي أنت مؤمن بالقرآن كتاب الله الذي يقول فيه سبحانه بأن محمداً (ص) خاتم النبيين يعني لا نبي بعد محمد (ص) ولا كتاب إلهي بعد القرآن فهل جننت ؟!"
قال لي: " يا شيخ زرت بلدان الشرق والغرب وعشت في بعضها سنينا وفي بعضها شهوراً وعاشرت شعوبها فلم أجد شعباً أكذب وأغش وأمكر وأوحش وأغلظ وأجهل من الشعوب العربية والإسلامية وصار دين الإسلام أديانا إسلامية متعددة كل عالم دين له إسلام مختلف عن إسلام عالم دين آخر ولأجل أن تفهم إسلام كل عالم دين من هذه الإسلامات المتعددة تحتاج إلى حياة تعيش فيها خمسة قرون من العمر، وإن عمرنا محدود جدا كما شاء الله له أن يكون، فلذلك وجدت الدعاء لله تعالى في منتصف الليل من كل يوم محطة أناجي به رب العالمين لكي يبعثني رسولا لأجل تصحيح دينه الذي تم تزويره وتحريفه بألف تفسير وتفسير وكل تفسير أخطر من الآخر لم تصنع لنا هذه التفاسير سوى عقول يابسة كالخشب وقلوب قاسية كالحجارة وسلوك مليء بالعُقَدِ النفسية والغش والكذب والرشوة والحسد والبغض والكراهية والقسوة والغلظة والخرافات والأساطير ."
قلت له: " يا صديقي حتى لو بعثك الله تعالى رسولاً فمن قال لك أن شعوبنا التي تتحدث عن أمراضها سوف تتركك من دون أن تصلبك كما كادت أن تصلب السيد روح الله المسيح عليه السلام لولا أن ينقذه الله تعالى برفعه إلى السماء؟ ومن قال لك أن هذه الشعوب سوف تتركك من دون أن تميتك غيظا في المنفى كما أماتت نبي الله موسى عليه السلام في أرض التيه في صحراء سيناء؟ ومن قال لك أن هذه الشعوب سوف تتركك من دون أن تقطع عنقك كما قطعت عنق نبي الله يحي عليه السلام ؟ ومن قال لك بأن هذه الشعوب سوف تترك عائلتك من دون أن تذبحهم و تسبيهم كما ذبحت عائلة محمد وذريته صلوات الله عليهم وعلقت رؤسهم على القنا وطافوا بها في البلدان ؟!"
قال لي: " لقد زدتني يأسا فوق يأسي وحزنا فوق حزني ".
قلت له: " نحن خلقنا الله تعالى في منطقة مكتوب عليها أن تعيش حالة صراع بين العدل والظلم إلى قيام الساعة وليس أمامنا سوى الإنحياز لمعسكر المظلومين لنفوز بشرف الدفاع عن كل مظلوم مهما كان دينه ومذهبه وهذه الدنيا دار بلاء لا دار نعماء وساحة إختبار لا ساحة إستقرار".