أرسل الرئيس السوري بشار الأسد رسالة تهنئة إلى قائد الجمهورية الاسلامية بكسر الحصار عن دير الزور.
وكان لافتا أنه عنون الرسالة ب"قائد الثورة الإسلامية الإيرانية سماحة آية الله العظمى الإمام علي الخامنئي" وبهذا العنوان يبدو وكأن بشار الأسد يعتبر أن حصة الأسد في كسر حصار دير الزور هي للقوات الإيرانية.
وأشار الأسد في رسالته الفريدة إلى دور إيران الهام في كسر الحصار عن دير الزور، مؤكداً “أنَّ الشعب الإيراني ضحَّى معنا في الحرب ضدَّ الإرهاب ونحن نعتبره شريكنا في هذا الانتصار”.
وجاء في الرسالة، “أودُّ أن أتقدم لكم ولإيران حكومةً وشعباً بأسمى آيات التهاني وأجمل التبريكات بالإنجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه وأصدقائه والتي تمثلت في كسر الحصار عن مدينة دير الزور”.
وجاء فی الرسالة أن الجمهوریة العربیة السوریة والجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ستواصلان الحرب ضد الارهاب والعدوان ولازالة خطره وبناء نظام اقلیمي ودولي یقوم علي العدالة والمساواة والكرامة الانسانیة لجمیع الشعوب والدول.
وقال الرئیس الأسد فی الرسالة “باسمي وبإسم شعب الجمهوریة العربیة السوریة أتقدم بأسمى آیات الشكر لسماحتكم وللشعب الایرانی الشقیق راجیا الله تعالی أن یسدد خطانا لما هو خیر شعبي البلدین والبشریة جمعاء".
هذه الرسالة التي وجهها الأسد إلى المرشد الأعلى عبر السفارة السورية لدى طهران وكشفت عنها وكالة الأنباء الإيرانية هي الاولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية وتكشف عن مدى دور القوات الإيرانية وحليفها الإقليمي حزب الله اللبناني في فك الحصار عن دير الزور ويبدو أن دور إيران في عملية دير الزور كان أقوى بكثير من دورها في استرداد حلب. ويذكر أن لواء القدس ( وليس فيلق القدس) للحرس الثوري شارك منذ شهور في عملية استرداد دير الزور وسقط خلالها العشرات من قواته.
إقرأ أيضًا: إيران: بشار الاسد خط أحمر وليس الولي الفقيه
وبينما وجه كل من الرئيسين الإيراني والروسي ( روحاني وبوتين) رسالة تهنئة إلى بشار الأسد بعد كسر حصار دير الزور ولكن الأسد بدوره يهنيء خامنئي بالانتصار هناك. وربما توجيه تلك الرسالة يؤكد دور خامنئي الحاسم في بقاء الأسد علما بأن جميع الساسة الإيرانيين في بداية الأزمة السورية مالوا إلى التخلي عن الأسد وكانوا يتوقعون بأنه سيسقط كما سقط مبارك وبن علي. إلا أنهم وجدوا أن المرشد خامنئي لديه رأي آخر ويأمرهم بدعم الأسد وعدم التخلي عنه كونه سندا كبيرا لمحور المقاومة.
حتى العسكر الايراني ما كان يرغب في دعم الأسد لو لا رأى برهان قائده القاطع!
هذا ما يعرفه بشار الأسد جيدا ويعرف أن دور خامنئي في بقائه أكبر بكثير عن دور الرفيق بوتين.
وهناك احتمال آخر يطرحه عدد من الخبراء يعتبرون أن رسالة الأسد إلى خامنئي هي تعبر عن رغبة الأسد بعودة القوات الإيرانية أو انسحابها من الأراضي السورية خاصة مع اقتراب نهاية الأزمة. وبينما أثبتت القوات الروسية موطئ قدم لها عبر تأسيس قواعد عسكرية دائمة في الأراضي السورية فإن القوات الإيرانية وحليفها اللبناني توسدت على كتف الصحاري والوديان وعملية ابعادهم إلى حيث أتوا عملية سهلة.
هل ينتهي دور إيران العسكري في سوريا بانتهاء داعش وجبهة النصرة أم يستمر في المرحلة المقبلة؟ هذا سؤال من المبكر جدا الإجابة عنه.