لم ألتقِ بمسلم سني لبناني إلا وحدثني بالسياسة بخلفية طائفية ومذهبية وفي الوقت نفسه يدعي أنه يتحدث بموضوعية وتجرد بعيداً عن خلفيته المذهبية الطائفية وهكذا الأمر لم ألتقِ بمسلم شيعي لبناني إلا وحدثني بالسياسة بخلفية طائفية مذهبية وفي الوقت نفسه يدعي أنه يتحدث بموضوعية وتجرد بعيدًا عن خلفيته الطائفية المذهبية تتيقن 100% بأنهم يحللون السياسة بخلفية طائفية مذهبية مقيتة حينما ترى الواحد منهم يُثني على انجازات حاكم ظالم مستبد بالسلطة في دولة عربية لأنه من طائفته ومذهبه ويطعن ويذم حاكمًا ظالمًا مستبدًا في السلطة في دولة عربية أخرى لأنه ليس من طائفته ومذهبه؟!
إقرأ أيضًا: من أسراري الحزينة!
وصفحات الفيسبوك مليئة بهذا النوع من الناس للأسف الشديد؛ فميزان الحب والكراهية في المنطقة بين الشيعة والسنة بات يقوم على أساس الهوية المذهبية الطائفية وليس على أساس العدل والظلم ولا على أساس الحق والباطل ولا على أساس الديمقراطية والإستبداد؛ وهذه الكارثة تسمح لنا بالقول إننا نعيش في ظلمات فتنة عمياء جعلتنا أبئس الشعوب وأكثرها جاهلية على وجه الأرض؛ ولن نخرج منها إلا بعدما ندفع أثمانًا باهظة من دمائنا وأموالنا وأن ندمر بسنوات معدودات ما أنجزناه بعقود؟! وحينها سنقع تحت سخرية أولادنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا بسبب ما كنا عليه من جهل وعمى بالبصيرة وهياج مذهبي بغيض وطائفي مقيت أخطر من قنبلة نووية يقصفها العدو علينا؟! ونحن الضعفاء المعزولين المسحوقين بتهم شتى لا نملك لهذه الشعوب سوى الدعاء لها لكي يساعدها الله تعالى على الإستبصار واليقظة من نومها وسباتها العميق لتعرف الطريق الذي يقودها نحو المحبة والسلام والرحمة والأمن والعدالة والقيم الإنسانية التي لن نذوق حلاوتها إلا ببناء دولة سليمة من سرطان الطائفية دولة الدستور والقانون والمواطنة ولا يلوح في الأفق بصيص أمل بقرب النجاة من هذا السرطان والشفاء منه للأسف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسيعلم أحزابنا وزعماؤنا الظالمون أي منقلب ينقلبون.