يبدو أن الوزيرين سيزار أبي خليل وجبران باسيل لم يوفقا مجددًا في عرض وجهة نظرهما حول ملف الكهرباء، حيث شهدت الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء أمس الخميس سجالاً حادًا بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الصحة غسان حاصباني على خلفية ملف الكهرباء؛ الذي طٌرح من خارج جدول الأعمال، وتمت إعادته إلى إدارة المناقصات على الرغم من أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان قد لمح بعد النقاش الحاد إلى طرحه على التّصويت.
وفي التّفاصيل، عرض الوزير حاصباني وجهة نظر مناوئة لموقفي الوزيرين أبي خليل وباسيل، ما دفع بالأخير الرد عليه قائلاً بغضب "شو ما عملنا رح تضلوا تقولوا لا، إنتو ما بدكم الكهرباء وما بدكم تنجحوا المشروع، لأنه مشروع التّيار الوطني الحر".
وهدد بغسل يديه من ملف الكهرباء بذريعة "أن موقف إدارة المناقصات لن يتغير، وأن ما حصل اليوم سيتكرر في جلسة لاحقة ما لم يترك الأمر لوزير الطاقة باعتبار أن ما يقوم به جزء من صلاحياته".
وفي هذا السياق، أشارت المصادر حسب صحيفة الحياة إلى "أن الجلسة سجلت مشادة كلامية قد تكون الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التّدخل أثناء احتدام النقاش قائلاً "نرفض أن يشكك أحد بموقفنا، وأنا أتحمل كامل المسؤولية، ونحن أوادم ولا غبار علينا، وأطلب حسم الخلاف بالتصويت، لكن هذا لم يحصل مع أن المعترضين رفعوا أصابعهم انسجاماً منهم مع وجهة نظرهم".
وبدورها، إنحازت الحكومة اللبنانية لوجهة نظر الفريق الوزاري المتمسك بإعادة الملف إلى إدارة المناقصات، في وقت كان رئيس الحكومة سعد الحريري قد لمح إلى طرح الملف على التّصويت، لكنه عاد وتريث لتجنيب مجلس الوزراء الإنقسام الذي لا مفر منه في حال تقرر حسم الخلاف بالتصويت.
وبهكذا يكون رافضي إستبعاد إدارة المناقصات قد ربحوا للمرة الخامسة جولة جديدة في ضوء رفض وزير الطاقة إيداعهم نسخاً عن ملاحظات دائرة المناقصات، ونسخاً عن رده عليها.