إلى أي مدى سيتدخل بوتين بما يحصل قرب مواقع قواته في سوريا؟ وهل ستقوم إسرائيل في حال وقوع اشتباكات جديدة مع حزب الله بحصر هجومها بالمناورات البرية في لبنان؟
 

تناول محلل الشؤون الإسرائيلية في موقع "المونيتور" بن كاسبيت موضوع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت "مصنعاً لإنتاج الصواريخ الموجهة" بالقرب من بلدة مصياف السورية، لافتاً إلى أنّ الأيام التي تلتها شهدت توتراً نتيجة المعادلات الحسّاسة بين إسرائيل وسوريا وإيران و"حزب الله" والمعارضة وروسيا.
وعن المناورة العسكرية الإسرائيلية الأضخم على الحدود اللبنانية الجنوبية، تساءل كاسبيت: "كيف ستردّ الحكومة الروسية؟ وهل ستقوم ولأول مرّة منذ وجودها العسكري في المنطقة بتحذير إسرائيل من القيام بهجمات عسكرية في الأراضي السورية؟"، مؤكداً أنّ الغارة التي شنتها إسرائيل في 8 أيلول تعبّر عن قلق تل أبيب من "مشروع إيران" في سوريا ولبنان.
ورأى كاسبيت أنّ نشر روسيا منظومة S-400 الدفاعية الصاروخية على بعد 19 ميلاً من المصنع المستهدف يزيد الأمور تعقيداً، قائلاً: "من المحتمل أن يكون على مسافة قريبة غربًا مصنع إيراني آخر لتصنيع الصورايخ الموجّهة لم يتمّ استهدافه".
وأشار  كاسبيت إلى أنّ خبراء في الشرق الأوسط يعتقدون أن الإيرانيين والسوريين يتوقّعون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع حدّ للغارات الجوية الإسرائيلية.
مضيفًا "أنه على الرغم من اللقاءات المتعدّدة بين بوتين ونتنياهو، لا يزال الرئيس الروسي يعتبر إيران شريكًا استراتيجيًا في سياسته في الشرق الأوسط، وكان بوتين أيضًا من أنقذ نظام الأسد، ولكن من جهة أخرى، يتفهم بوتين قلق إسرائيل، لذا إلى أي مدى سيتدخل بما يحصل قرب مواقع قواته في سوريا؟".
وشدّد كاسبيت على أنّه لا يمكن لإسرائيل إلاّ أن تأمل وتدعو لحلول اليوم الذي ترحل فيه القوات وصواريخ الدفاع الجوي الروسية من سوريا، محذراً من أنّ الغارة الجوية تختلف عن الضربات السابقة التي قامت بها إسرائيل في السنوات الأخيرة على طول خط التماس مع سوريا ولبنان.
ومن جهة أخرى، تحدث كاسبيت عن ضرورة هزيمة "حزب الله"، والقضاء عليه نهائيًا في الحرب المقبلة، متطرقًا إلى المناورة الإسرائيلية الأضخم، وتساءل: "هل ستقوم إسرائيل في حال وقوع اشتباكات جديدة مع "حزب الله" بحصر هجومها بالمناورات البرية في لبنان؟ وهل ستعتبر أن المخاطر المنطوية ستكون أكبر بكثير من أي مكاسب محتملة؟".
وأوضح كاسبيت في هذا السياق، بأنّ القيادات العليا في إسرائيل تعتقد أنّ أي مواجهة جديدة مع "حزب الله" ستكون أقصر وأكثر عدوانية وتدميرًا من أيّ حرب سابقة، خالصاً إلى أنّ إسرائيل تعتزم استهداف السيادة اللبنانية، والبنى التحتية الإستراتيجية للبلاد، ولكنه يرى أنه  في الوقت الحالي، لا يسعى أي من الطرفين إلى تصعيد الوضع ليصل إلى هذه المرحلة".
المصدر: (المونيتور)