قال وزير خارجية فرنسا الأسبق أوبر فدرين خلال كلمته في المؤتمر الذي عقده المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية أن الولايات المتحدة لم تعد كما كانت سابقا لأننا وصلنا إلى لحظة تاريخية تعارض فيها الصين وأوروبا الولايات المتحدة مضيفًا أن الأخيرة فقدت موقعها السابق.
وأشار فدرين إلى فكرة القوة العليا التي طرحها في التسعينات من القرن المنصرم لوصف الولايات المتحدة وعلق بأن تلك الفكرة انطلقت من الواقع الأمريكي في التسعينيات حيث كانت الولايات المتحدة أكبر قوة اقتصادية في العالم، ولكن الآن فإن الوضع مختلف تمامًا.
إقرأ أيضًا: موقف إيران المتأرجح تجاه خروج امريكا من الاتفاق النووي
وبتلك الكلمات حاول المبعوث الفرنسي إلى طهران تطمين الأخيرة من أن ترامب سوف لن يتمكن من تنفيذ خطته في القضاء على الإتفاق النووي حيث يرى بأن تنفيذ الإتفاق النووي سيكون لمصلحة الجميع، وبالرغم من أن فدرين حاول تطمين إيران من وقوف فرنسا بجانبها أمام الأزمة الترامبية إلا أنه استدرك بأن فرنسا ترصد الأوضاع وتراقب كيف تتخذ إيران موقفها من القضايا الإقليمية وعلى سبيل المثال حيال اليمن وسوريا والعراق كما حول السيناريوهات لمستقبل أفغانستان، واقترح الوزير الفرنسي بإجراء مفاوضات بين إيران وفرنسا على المستوى الرفيع.
إقرأ أيضًا: زعيم السنة في إيران يراسل خامنئي مطالبا بإزالة التمييز
ويبرر الوزير الفرنسي هذا المقترح بأن الرئيس أوباما كان وحيدا أثناء المفاوضات النووية مقابل الكونغرس الذي كان أغلبية أعضائه تعارض الاتفاق النووي ولكن الوضع في الداخل الامريكي أصبح مختلفًا الآن حيث هناك تنسيق وتواطؤ بين الحكومة والكونغرس في إفشال الإتفاق النووي خلافًا لأوروبا التي ليس فيها خلاف على الاتفاق النووي لا على مستوى الحكومات ولا البرلمانات ولا مستوى الرأي العام.
وتطرق فدرين إلى العلاقات الإيرانية الفرنسية واعتبرها ضاربة بجذورها إلى التاريخ وأن المشهد المستقبلي لتلك العلاقات ايجابي مضيفًا بأن فرنسا ليست وحيدة في مواجهة السياسة الأميركية حيث أن فرنسا تتمكن من أداء دور مصيري في الرد الأوروبي المنسق والمتكامل للولايات المتحدة.
إقرأ أيضًا: الضوء الأخضر للتطبيع بين إيران والسعودية
ورأى الوزير الفرنسي السابق بأن مستوى العلاقات الإيرانية الفرنسية ليس جيدًا ويتمكن الطرفان من رفع مستوى تلك العلاقات إلى المستوى الإستراتيجي.
واعتبر فدرين أن مرحلة جديدة ومهمة من العلاقات الثنائية بدءت يجب تطويرها، وتحدث عن الموقف الفرنسي الداعم للقضية الفلسطينية التي تحظى بأولوية دائمة للسياسة الخارجية الإيرانية، ثم طمأن إيران بأن هناك قوى عالمية وعلى رأسها فرنسا تصمد في وجه أمريكا ترامب علمًا بأن العالم لم تعد قطبيًا وأصبح بلا أقطاب على حد تعبير هاس الأمريكي ولوران فابيوس الفرنسي، وأكد فدرين على أن الصفقة بين إيران وشركة اير باص الفرنسية ماشية واعتبر خطوة شركة توتال على عقد صفقات مع إيران بانها شجاعة.
وعلى ما يبدو أن فرنسا تريد أن تستغل غياب الأمريكيين عن القطاعات الإقتصادية في إيران وملء هذا الفرق عبر شركاتهم.