منذ إستقلال لبنان وحتى يومنا هذا لايزال ملف ترسيم الحدود اللبنانية - السورية عالقًا بين البلدين، وحاليًا تسعى الحكومة اللبنانية إلى حل هذا الملف من دون التّواصل مع سوريا، وذلك عبر وسيط دولي يحل الجدل السياسي القائم حول التّنسيق بين بيروت ودمشق.
وعلى الرغم من محاولات لبنانية سابقة لترسيم الحدود مع الجانب السوري، الذي لطالما عرقل تلك المسألة، إلا أن الملف مازال معقد، وقد مر بمراحل عدة على مر السنين حاول خلالها النظام السوري تجميد ذلك الملف، وأبرزها:
- عام 2005 شددت المطالب اللبنانية على ترسيم الحدود بين البلدين، إلا أنها واجهت مماطلة وتذرع من الجانب السوري، بحجة أن بعض النقاط الحدودية التي تُعد مناطق نزاع حدودية، تُستخدم للتهريب على ضفتي الحدود.
- عام 2006، ظل الملف عالقًا بسبب حرب تموز 2006 بين لبنان وإسرائيل، على الرغم من صدور القرار "1701" الذي يشمل ضبط الحدود اللبنانية كافة.
- عام 2010 عادت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري لإثارة القضية مع الجانب السوري خلال زيارة الحريري إلى دمشق، وتم تشكيل لجنة مشتركة لبنانية وسورية لترسيم الحدود، تبدأ بترسيم الحدود من البحر في شمال لبنان، وصولاً إلى شرق لبنان وجنوب شرقي لبنان، من دون أن تشمل مزارع شبعا، لكن الجانب السوري لم يتجاوب معها.
- عام 2011، جُمّد الملف إثر اندلاع الأزمة السورية حتى اليوم.
- أما الآن وفي هذه المرحلة، يسعى الرئيس سعد الحريري خلال زيارته موسكو إلى توسيط روسيا نظرًا لتقربها من النظام السوري من جهة وقدرتها على التّأثير عليه من جهة أخرى، حيث أشارت المعلومات إلى "أن الحريري سيُثير مع المسؤولين الروس الطلب من النظام السوري إتمام عملية ترسيم وتحديد الحدود لأنه متوقف بين البلدين"، فهل ستضغط روسيا على النظام السوري من أجل ترسيم الحدود؟