الدولة غائبة بكل معاييرها , وخلافات على قانون الانتخابات
المستقبل :
وسط تنويه ملحوظ بسياسته الداعمة «لوحدة لبنان وسيادته ووحدة أراضيه»، وبالنجاح الذي تحقّق في «القضاء على العصابات المتطرّفة» في الجرود، أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس محادثات «جيدة وإيجابية» مع نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، لمس خلالها «جدّية حقيقية» لتطوير العلاقات و«تجاوباً كاملاً في مسألة تسليح الجيش»، كما أبدى تأييده للحلّ السياسي في سوريا، آملاً في أن تكون عودة النازحين السوريين «جزءاً من هذا الحلّ».
وعلى أمل أن تفتح هذه الزيارة «صفحة جديدة أمام العلاقات الروسية – اللبنانية»، كما قال رئيس الحكومة الروسية، عشية لقاء الرئيس الحريري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقرّر اليوم، أظهرت محادثات أمس تطابقاً في وجهات النظر بين الجانبين حول مجموعة ملفات، أبرزها مواجهة الإرهاب، وتطوير العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية، وتنمية التعاون العسكري بين البلدين، ورعى رئيسا الحكومتين توقيع خمس مذكرات تفاهم تتعلق
بالتعاون في مجالات الصناعة والثقافة والاستثمار وحماية البيئة.
وكان الحريري استهلّ لقاءاته أمس باجتماع مع الوزير لافروف، الذي رحّب به وثمّن جهوده و«مساهمته الشخصية» في تنمية العلاقات الثنائية في المجالات كافة. فيما أكد الحريري تصميمه على «تطوير العلاقات الاقتصادية والعسكرية والبحث في شراء بعض الأسلحة من روسيا لتعزيز الجيش اللبناني»، مشدّداً على «أننا نريد أن نعزّز قوّة الجيش والقوى الأمنية العسكرية لتقوية الدولة». أضاف: «هناك معاناة كبيرة من اللاجئين السوريين، ونعلم أنه يجري العمل على حلّ سياسي بالنسبة إلى سوريا، ونأمل في أن يشمل ذلك عودة اللاجئين السوريين في لبنان وفي كل المنطقة، وأن يكون ذلك ضمن الحلّ السياسي أيضاً».
ثم أجرى الحريري محادثات مع نظيره الروسي حيث أكد أن «الأهم بالنسبة إلينا هو تحييد لبنان عن كل المشاكل من حوله». وقال بعد اللقاء إن الجانب الروسي «يسعى حالياً لتعميم مناطق خفض التوتّر لتشمل جميع المناطق السورية تمهيداً للانطلاق منها لإيجاد حلّ شامل للمشكلة هناك».
وإذ أوضح مصدر في الوفد اللبناني لـ«المستقبل» أن المسؤولَين الروسيين أبديا ارتياحهما للاستقرار السياسي السائد في لبنان، مؤكدين أن هذا الاستقرار «مهمّ بالنسبة إلى السياسة الروسية»، لمس الرئيس الحريري «ثقة المسؤولين الروس بصيغة الحكومة الائتلافية التي أرأسها والتي تُشارك فيها جميع الأطراف السياسية، وهذا الأمر يشجّعهم على زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات».
الديار :
السجال حول ملف بواخر الكهرباء ما زال قائما بين القوى السياسية خاصة بعد ان ارسل مدير دائرة المناقصات رده الى وزير الطاقة حول دفتر الشروط فعلق الاخير ان الملاحظات شكلية يمكن تجاوزها والمضي في المناقصة بينما تعتبر اوساط وزارية متعددة ان الملاحظات جوهرية ولا يمكن تجاوزها. فهل سيناقش مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا ملف بواخر الكهرباء وسط ترقب اوساط سياسية ردة فعل ادارة المناقصات ما اذا كانت ستكتفي بما قامت به حتى الان ام انها سترد بدورها على تعليق الوزير؟ ومن ابرز المطالبين بشفافية اجراء المناقصة في هذا الموضوع كان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي دعا عبر تغريدة له على تويتر الى التقيد بشروط دائرة المناقصات من اجل الوصول الى مناقصة شفافة للمعامل الجديدة مشددا على ادارة كاملة لشركة الكهرباء.
اما في الموضوع الانتخابي والخلاف التقني السائد حول التسجيل المسبق للاقتراع والبطاقة الممغنطة والصوت التفضيلي، لا تزال القوى السياسية على موقفها حيث تتمسك حركة امل والقوات اللبنانية وحزب الله باقرار التسجيل المسبق الامر الذي يسهل على الناخبين الانتقال للاقتراع في حين يعارض تيار المستقبل والتيار الوطني الحر ذلك . وهنا قالت مصادر سياسية لـ«الديار» ان على وزارة الداخلية حسم الموضوع وباسرع وقت ممكن لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها اضافة الى وجوب قيامها ايضا بحسم اقرار البطاقة الممغنطة او البيومترية. وعلمت الديار ان قرارا اتخذ بعدم تعديل القانون والمضي قدما باجراء الانتخابات في موعدها .وفي هذا النطاق، اكدت مصادر بعبدا ان رئيس الجمهورية متمسك باجراء الانتخابات النيابية في موعدها مشيرة الى ان التمديد للمجلس النيابي حصل للتحضير للانتخابات النيابية على ان تجري في موعدها.
بري: فلنقدم موعد الانتخابات
قال الرئيس نبيه بري امام زواره، اذا لم يتم التمكن من تأمين البطاقة الممغنطة فلنقدم موعد الانتخابات العامة ولنجريها، وبالتالي لا يعود هناك حاجة للانتخابات الفرعية.
واضاف: لقد حصل التمديد لكل هذه الفترة من اجل تأمين الممغنطة، فاذا لم يكن هناك امكانية لذلك عندها علينا تقديم موعد الانتخابات.
الشوف وعاليه
اما على صعيد انتخابات الشوف - عاليه والعلاقة بين سعد الحريري ووليد جنبلاط، فهناك قطبة مخفية في العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تمنع عودة العلاقات الى صفائها وودها، حتى وصلت الامور بالرئيس سعد الحريري الى القول «ليس عندي حنين للتحالفات القديمة، والظروف الحالية نسفتها ولن تعود»، حتى ان الحريري لم يقابل انفتاح جنبلاط على قريطم واستعداده لتنقية الاجواء بالمثل، وهو ما زال غاضباً من تغريدة جنبلاط عن «افلاس الحريري والتهكم عليه»، ولذلك فان النائب الدرزي في بيروت يطالب الحريري الشراكة بتسميته في حين ابلغ جنبلاط عبر وسطاء بانه لن يخوض معركة في اقليم الخروب ضد التيار الوطني الحر والاجواء بين التيار والمستقبل في اقليم الخروب «سمن وعسل» مع لقاءات يومية مقابل فتور حاد بين الاشتراكي والمستقبل، علماً ان عدد الناخبين السنّة في اقلم الخروب يتجاوز 50 ألف ناخب موزعين بين الحريري والجماعة الاسلامية وجنبلاط والوزير السابق ناجي البستاني، وهناك حضور للنائب السابق زاهر الخطيب وللحزب الشيوعي اللبناني، لكن النسبة الابرز من الناخبين لتيار المستقبل.
ورغم اجواء الحريري لكن النائب وليد جنبلاط هو الناخب الاول في الشوف وعاليه، ويستطيع اذا نزل الى الميدان شخصيا رفع نسبة التصويت الدرزي لصالحه الى 75% وله نفوذ وازن مسيحيا وسنيا وبالتالي قادر على حسم النتائج لصالحه بالمطلق وتوزيع الاصوات التفضيلية كما يريد، لمنع خرقه درزيا والمحصول على حصته السنية والمسيحية في الشوف وعاليه، رغم ان جنبلاط يدرك ان «القانون الحالي يمنعه من الاستئثار بمقاعد الشوف الثمانية في ظل قدرة اللائحة الثانية على الحصول على المعدل الانتخابي. وهناك مرشحون لهم حضورهم التاريخي في المنطقة وتحديدا الوزير السابق ناجي البستاني، وقادر على التجيير ولا مشكلة لجنبلاط مع البستاني في الدورة الحالية في ظل العلاقة الاكثر من ودية بين البستاني، والرئيس نبيه بري وكذلك مع كل الاطراف السياسية.
المؤشرات الاولية تؤكد ان الامور في الشوف وعاليه متجهة الى معركة بين لائحتين، الاولى تضم جنبلاط وجعجع بشكل اساسي والثانية التيار الوطني الحر وارسلان، وهناك لائحة ثالثة يسعى رئيس حزب التوحيد العربي الى تشكيلها وربما يشكل المجتمع المدني لائحة رابعة، وهذا الامر لصالح النائب وليد جنبلاط الذي ينطلق من قاعدة درزية، لا تبدل ولن تبدل وتفوق الـ35 الف صوت تفضيلي في الشوف وقادر على توزيعهم كما يريد. لكن جنبلاط ورغم الظروف و«طراطيش» الوزير طلال ارسلان ضده هذه الايام، فهو مصر على حفظ موقعه ودوره رغم ان الاشتراكي يجزم ان مشكلة ارسلان مع حلفائه وليس مع جنبلاط. فحلفاء ارسلان في التيار الوطني الحر يرفضون اعطاءه المقعد الارثوذكسي في عاليه ولهم مرشحهم اميل حنا رغم ان جنبلاط يميل الى الحفاظ على تمثيل الكتائب في عاليه عبر فادي الهبر والوجود الشمعوني في الشوف، ولذلك ستكون معركة دائرة الشوف وعاليه سهلة على جنبلاط وصعبة وقاسية على الآخرين، لكن الانتخابات المقبلة ستشهد حتمياً طلاقاً نهائياً بين سعد الحريري ووليد جنبلاط.
سلسلة الرتب
في غضون ذلك، يترقب الموظفون قرار المجلس الدستوري بشأن قانون الضرائب الذي سيصدر في 15 ايلول والنتائج التي ستترتب على هذا القرار لاسيما على وضع المالية العامة خاصة بعدما اعلنت الحكومة في اجتماعها الاخير عدم استعدادها تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب اذا ما الغيت المداخيل خوفا من انعكاس ذلك سلبا على المالية العامة التي تعاني من عجز في تأمين الواردات بلغ الخطوط الحمراء. ويشار الى ان وزارة المالية وزعت رواتب شهر تشرين الاول على السلسلة الجديدة كون قانون السلسلة منفصل عن قانون الضرائب.
الحريري في موسكو لمعرفة ملامح التسوية السورية
تفاعلت زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو لدى الاوساط السياسية لما تحمله من اهمية لموقع لبنان في خضم الاحداث التي تعصف في الجوار السوري حيث علمت «الديار» ان ذهاب الحريري الى روسيا يعود لمعرفة ملامح التسوية السياسية التي ترتسم في سوريا بعد ان اصبح جليا انتصار محور على محور اخر الى حد كبير. وعليه يريد الحريري بحث الوضع السوري مع المسؤولين الروس للاطلاع على المنحى الذي اتخذته الازمة السورية مؤخرا والى اي مدى سيتبلور المناخ السياسي للوضع السوري الذي سينعكس في مفاوضات استانا المرتقب عقدها قريبا؟ بيد ان الازمة السورية تؤثر سلبا او ايجابا على لبنان وبالتالي من البديهي ان يستعلم الرئيس الحريري عن مجريات الامور وبحث تداعياتها مع المسؤولين الروس طالما ان لروسيا اليد الطولى في سوريا. وعلمت «الديار» ايضا ان زيارة الحريري تعكس رغبة سعودية في معرفة ما تخطط له روسيا حيال الازمة السورية خاصة ان العلاقة بين الرياض وموسكو تطورت بشكل كبير في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اما عن عودة النازحين السوريين الى بلادهم قالت اوساط سياسية لـ«الديار» ان الرئيس سعد الحريري لم يكن بحاجة الى الذهاب الى موسكو للبحث في هذا الملف في وقت يمكنه التفاوض عن بعد 90 كلم من لبنان مشيرة الى ان ملف النازحين بات عبئا على الدولة اللبنانية وعلى اقتصادها.
مديرية المخابرات تواصل تحقيقها في ملف العسكريين
تواصل مديرية المخابرات تحقيقاتها من خلال اعادة الاستماع لموقوفين لديها في فترات سابقة من ارهابيين شاركوا في غزوة عرسال وايضا لموقوفين جدد منهم نجل الشيخ مصطفى الحجيري المسمى عبادة الحجيري الذي اعترف بمعلومات تسمح بتوقيف كل من الشيخ مصطفى الحجيري (ابو طاقية) الذي لا يزال متواريا عن الانظار. وكثفت المديرية من عملها لتحديد مكان اختبائه باعتباره الشخص الاساس الذي تتقاطع الاعترافات حول دوره في عملية خطف العسكريين.
الجمهورية :
ألغت الدولة تحت عنوان «التأجيل» احتفالها بالانتصار على الإرهاب في الجرود، بذرائعَ لم تُقنع أحداً، بعدما تبيّنَ أنّ أصلَ الحكاية في هذا «التأجيل ـ الإلغاء» التناقضُ بين المواقف الرئاسية الذي قد يُظهر الدولة منقسمةً على نفسها، علماً أنّ أسباباً أمنية فرَضت هذا الإلغاء، ووجَدها البعض وجيهة، ومنها التخوّف من اندساسِ إرهابيين في صفوف الحضور وتفجير أنفسِهم، في اعتبار أنّ البلاد لم تُنظّف كلّياً بعد من الخلايا الإرهابية. وفي ظلّ هذه الأجواء، بَرز تهديد إسرائيلي جديد على وقعِ المناورات الجارية على الحدود الجنوبية التي تُحاكي حرباً جديدة تشنّها إسرائيل على لبنان و«حزب الله».
تمحورَت الحياة السياسية والامنية في الساعات الـ 24 الماضية حول الآتي:
- أوّلاً، زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لروسيا والتي يتوّجها اليوم بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي، بعدما التقى أمس نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. هذه الزيارة لها أبعاد خاصة في هذه المرحلة التي يمرّ بها البلد والمنطقة، حيث لروسيا الدور الاساس، وقد اتّخذت اهمّية جديدة بأن طرَح الحريري على الطرف الروسي ان يشارك في تسليح الجيش اللبناني، في وقتٍ كان اطراف لبنانيون يتخوفون من ان تعرض الدولة الروسية من جانبها هذا التسليح.
- ثانياً، تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرئيس الاميركي دونالد ترامب في برقية وجّهها اليه لمناسبة ذكرى 11 أيلول «إصرارَ لبنان على منعِ الارهابيين من تحقيق اهدافِهم وغاياتهم»، مذكّراً بأنّ «ما قام به الجيش اللبناني منذ ايام بتحرير اراضٍ لبنانية من تنظيم «داعش» يؤكّد على ذلك».
- ثالثاً، إستمرار المناورات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية بمواكبة اعلامية لا تخلو من التهديد لـ«حزب الله» ولبنان وسوريا وايران، علماً انّ الحكومة اللبنانية قدّمت عبر وزارة الخارجية شكوى رسمية الى الامم المتحدة، وجدّدت في كتاب الشكوى احترامَ التزاماتها للقرارات الدولية، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بـ«إدانة هذا الاعتداء بأشدّ العبارات، وإلزامِ إسرائيل وقفَ انتهاكاتها لسيادة لبنان برّاً وبحراً وجوّاً، وتنفيذ كافة موجباتها وفق القرار 1701».
- رابعاً، إستمرار الجيش اللبناني على الحدود الشرقية في نزع الالغام وتثبيت مواقعه في المناطق بينما يستمر السجال، وإنْ بوتيرة أقلّ، حول موضوع التحقيق في احداث عرسال. وقد برز موقف في هذا المجال للوزير السابق اشرف ريفي يَعتبر فيه انّ العماد جان قهوجي والرئيس تمّام سلام وعرسال «خط أحمر» ويصف التحقيق بأنّه «كيديّ» ويُراد منه «تصفية الحسابات».
في المقابل اكّدت جهات قضائية أنّ التحقيق يدور حول حادثتين فقط: من خطفَ العسكريين؟ ومن قتلهم؟ ما يعني انّ المسؤولية السياسية باتت محيّدة، حتى انّ تكتّل «الاصلاح والتغيير» تمسّكَ بالتحقيق القضائي في موضوع أسرِ العسكريين وقتلِهِم «أمّا المسؤولية السياسية فلا شأنَ للقضاء فيها وتبقى المساءَلة شعبية».
- خامساً، تجدّد التهديدات الاسرائيلية للبنان و«حزب الله».
تهديد جديد
وكان جديد هذه التهديدات أمس إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ المواجهة المقبلة المحتملة مع «حزب الله» «ستنتهي لمصلحة إسرائيل»، فيما اعتبَر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أنّها «ستختلف تماماً عن سابقاتها». وجاءت هذه المواقف الاسرائيلية خلال حضور ريفلين وليبرمان، امس، تدريباتِ الجيش الإسرائيلي على مواجهة «حزب الله» اللبناني، التي انطلقت الأسبوع الماضي.
وأشار ليبرمان، بحسب هيئة البث الإسرائيلي، إلى ما وصَفه بـ«عظمة الجيش وقوّة الردع» في إسرائيل، مشيراً إلى أنّ التدريبات الجارية حالياً ركنٌ حيويّ في تهيئة الجيش لمجابهةٍ في الشمال، في إشارةٍ إلى حرب مع «حزب الله».
من جانبه، توقّعَ ريفلين «أن تكون طبيعة الحرب المفترضة مختلفة تماماً عمّا شهدته إسرائيل في السابق، وذلك من ناحية العدوّ الذي سيحاربه الجيش الإسرائيلي، ومن ناحية المهمّات التي تقف أمامه في حرب كهذه». وقال «إنّ التدريبات تعكس مدى جاهزية القوات المسلحة الإسرائيلية لمواجهة أيّ عدوان ضد إسرائيل».
إلى ذلك، كشَف ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي مشارِك في المناورات لصحيفة «جيروزاليم بوست»، عن خططِ تل أبيب في حال نشوب حرب جديدة مع «حزب الله»، فقال «إنّ إسرائيل مستعدّة لاحتلال أجزاء من أراضي جنوب لبنان، لكنّ هذا الاحتلال لن يستمرّ طويلاً».
إحتفال النصر
وفيما كانت الدولة تستعدّ لاحتفال الانتصار على الارهاب في الجرود غداً الخميس في ساحة الشهداء، إذ بها تُرجئه لـ«أسباب لوجستية بحتة»، وذلك «بعد المشاورات مع الرؤساء» على ما اعلنَت وزارتا الدفاع والسياحة في بيان، من دون ان تكشف الاسباب الحقيقية التي دفَعتها الى ذلك. وعلمت «الجمهورية» انّ هناك مجموعة اسباب أدّت الى إلغاء هذا الاحتفال، وأبرزُها:
أنّ الاحتفال وبدلاً من ان يكون لتوحيد الموقف الرئاسي وتجسيداً للوحدة الوطنية وللالتفاف حول الجيش، سيأتي تجسيداً للتمزّق السياسي وللتمايز بين اركان السلطة، بحيث انّ كلمات الرؤساء الثلاثة كانت ستُظهر تناقضَ مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري مع موقف عون و«التيار الوطني الحر» على خلفية احداث عرسال والتحقيق، وتناقض في مواقف عون وبري من جهة مع مواقف الحريري حول دور «حزب الله»، وتناقض ثلاثي بين الرؤساء حول العمل الحكومي عموماً. كذلك فإنّ الدولة أرادت تجنّبَ إظهارِ تناقضاتها عشيّة سفر رئيس الجمهورية الى اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك.
وبالإضافة الى ذلك، هناك من أشار الى انّ قيادة الجيش لم تكن في الأساس متحمّسة لهذا الاحتفال لأنّها لا تريد نَكْء جروح أهالي العسكريين الشهداء، في الوقت الذي قامت بواجباتها عبر الاحتفال الذي نظّمته الاسبوع الماضي في وزارة الدفاع الوطني.
علماً أنّ هناك من تحدّثَ عن مخاوف من تعرّضِ المهرجان لهجوم ارهابي، فضلاً عن أنّ المشاركين في الاحتفال هم قوى سياسية مختلفة ومتناقضة، ويُعدُّ جمعُهم في مكان واحد في هذه المرحلة خطوةً خطرة.
قزّي
وتعليقاً على إرجاء هذا الاحتفال، قال الوزير السابق سجعان قزي لـ«الجمهورية: «كنّا نتمنّى ان لا ينظَّم هذا الاحتفال منذ الاساس، في يوم 14 أيلول، لأنّ هذا اليوم هو يوم استشهاد الشيخ بشير الجميّل وحريٌّ بالدولة ان تحترمَ يوم استشهاد أحدِ رؤساء جمهوريتها الاستثنائيين، ولكنّ خلافاتها أنقذَت هذا اليوم».
برّي والانتخابات
وفي الملف الانتخابي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس ردّاً على سؤال حول اللغط الدائر حول القانون الانتخابي، وخصوصاً في موضوع البطاقة الممغنطة: «كلّنا نعلم انّ التمديد لمجلس النواب سببُه الرئيسي إتاحة المجال لإعداد هذه البطاقة لاعتمادها في الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن إذا كان هناك محاولة لإلغاء هذه البطاقة وعدم السير بها فما معنى الفترة الممدّدة لمجلس النواب.
لذلك أنا أقول إنّه إذا كان الهدف عدم الوصول الى البطاقة الممغنطة فلماذا نضيّع الوقتَ وننتظر حتى أيار لإجراء الانتخابات، فطالما لن تكون هناك بطاقة فأنا مع ان تُقصَّر ولاية المجلس ونُجري الانتخابات في اقربِ وقتٍ ممكن». وشدّد رئيس المجلس على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي».
الجسر
من جهةٍ أُخرى تستمرّ القراءات في رسائل «حزب الله» الإيجابية الى الحريري، وليس آخرها ما جاء على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، من أنّ الحريري يتصرّف بعقلانية لحماية الاستقرار، ولا مانع من الحوار الثنائي معه. وفي هذا الإطار تكثر التكهّنات عما إذا كان هذا الكلام مقدّمة للقاء قريب بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله والحريري.
إلّا أنّ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سمير الجسر استبعَد أيَّ لقاء قريب بين الطرفين على هذا المستوى، مشدّداً على «أنّ ظروف وعوامل انعقادِ لقاءٍ كهذا غيرُ متوافرة». كذلك أكّد أنّه ليس على علمٍ بأيّ جلسة حوارية تُعقَد قريباً بين تيار «المستقبل» و«الحزب» استئنافاً للحوار المتوقّف بينهما منذ ستة أشهر.
وقال الجسر لـ«الجمهورية»: «من المؤكّد أنّ الرئيس الحريري يتّخذ مواقف عقلانية وحكيمة، والأمر الاكثر عقلانية وفيه كثيرٌ من الواقعية السياسية هو وضعُ المسائل الخلافية جانباً والانصراف الى معالجة مصالح الناس، في حين انّ الخلافات السياسية كانت في السابق تطغى حتى على مصالح الناس.
أمّا اليوم فهناك أمور لا أحد يستطيع تغييرَها أو تعديلها، إنّما لا شيء في السياسة ثابت، فالظروف تتبدّل، وربّما تتوافر فسحة أكبر للعقلانية والواقعية ويتعاطى الجميع في الشقّ السياسي مثلما يتعاطون مع الشقّ الإنمائي».
وهل إنّ الحريري عبر قولِ مكتبه الإعلامي بأنه «عندما تنضج الأمور سنرى» لم يقطع بذلك الطريق على لقائه السيّد نصرالله، وبالتالي هل يمكن ان نرى لقاءً قريباً بينهما؟ أجاب الجسر: «اساساً الرئيس الحريري لم يقطع الطريق على احد في ايّ شيء، فهو يتابع الحركة مع الجميع بلا تمييز، صحيح أنّه لم يقطع الطريق لكن ايضاً لم يقل نعم.
وبصرفِ النظر عن ذلك فإنّ ظروف لقاء مع الامين العام لـ«حزب الله» غير متوافرة، واللقاء يجب ان تسبقه امور تمهيدية، فلا قضية المحكمة الدولية قد حُلّت، ولا موقف «حزب الله» من المطلوبين للعدالة، ولا قضية سلاح الحزب ولا موضوع «سرايا المقاومة» ولا تدخُّل الحزب في سوريا. من الحكمة أنّ الرئيس الحريري لم يقل كلّا، لكن علينا أن نفتح أعينَنا جيّداً».
وعن سبب بقاءِ الحكومة على رغم كلّ ما يحصل، تساءَل الجسر: «ما هي البدائل الاخرى»؟ وقال: «الخلافات هي من تداعيات الوضع السياسي، والحكمة تكمن في امتصاص الخلافات وتحييدِ الساحة اللبنانية عن تداعيات ما يجري في المنطقة».
التنسيق مع سوريا
وعلى رغم خُلوِّ جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس من ايّ بنود خلافية، إلّا انّ المسائل الخلافية يتوقع ان تطفوَ على السطح مجدّداً، خصوصاً في مسألة التنسيق مع سوريا في ضوء توجّهِ وزراء الى دمشق مجدداً وتوقيع اتفاقات فيها.
ويبقى السؤال الأهمّ كيف ستتعاطى الحكومة مع هذا الملف؟ وهل ستستمرّ في سياسة «النأي بالنفس» ومحاذرةِ الملفات الخلافية، وفي سحبِ الغطاء الرسمي عن زيارة الوزراء؟ وهل إنّ هذه الاتفاقات ستوقَّع من دون عِلم مجلس الوزراء؟
وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» انّ الاجتماع العملاني الاوّل بعد الزيارات التحضيرية لوزيرَي الزراعة والصناعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن سيبدأ الثلثاء المقبل، حيث سيتوجّه زعيتر مجدداً الى دمشق لعقدِ اجتماع موسّع مع نظيره السوري واللجان المشتركة اللبنانية ـ السورية لتوقيع اتّفاقات تتعلق بتصدير الموز والبطاطا من لبنان الى سوريا، وللتنسيق حول الإجراءات المقبلة عند فتحِ معبرِ «نصيب» على الحدود الاردنية امام المنتجات اللبنانية.
وسيعقبُ هذه الاجتماعات زيارة لوزير الزراعة الى العاصمة الاردنية، علماً انّه لا تزال هناك عقبات امنية ولوجستية امام فتحِ معبر «نصيب»، لذا يرجّح ان تتمّ عملية التصدير اللبناني عبر خليج العقبة، علماً أنّ التكلفة المادّية ستكون مرتفعة.
الضرائب والطعن
وفي انتظار كلمة المجلس الدستوري في الطعن المقدّم من نواب حزب الكتائب وخمسة نواب آخرين بقانون الضرائب، اعتبَر تكتّل «التغيير والإصلاح» أنّ «السلسلة والموازنة تتعرّضان لشعبوية مفرطة لا بل مدمِّرة، عندما تنقلب الغرائز السلطوية على المصالح الوطنية العليا». وسأل: «لماذا لم يَرِد في الطعن كلمة واحدة عن الضريبة على القيمة المضافة إذا كان القصد فعلاً حماية الشعب اللبناني»؟.
من جهته، أوضَح مصدر كتائبي مسؤول أنّ الطعن «يتعلّق بدستورية قانون الضرائب وليس بالضرائب في حدّ ذاتها»، وقال لـ«الجمهورية»: «موقفُنا من الضرائب عبّرنا عنه بالتصويت على تلك التي لا تصيب الطبقتين الفقيرة والوسطى، وبالتالي فإنّ على مؤيّدي الضرائب ان يعيدوا إقرارَها بطريقة دستورية إذا كانوا مقتنعين بها ومستعدّين لتحمّلِ المسؤولية عمّا أقدموا عليه أمام الرأي العام».
وسأل المصدر: «كيف ينتقدون طعنَ الكتائب بقانون الضرائب ويَعمدون في الوقت نفسه الى رفعِ اقتراح قانون الى مجلس النواب لمعالجة مسألة الازدواج الضريبي في القانون الذي يشمله طعنُ الكتائب؟ وأضاف: «إنّ حزب الكتائب منسجم مع نفسه ومع اقتناعاته، وهو يتصرّف من منطلقات دستورية وعلمية ومنطقية، في حين يتخبّط أركان السلطة في تناقضاتهم التي يسعون من خلالها الى التفلّتِ من محاسبة الناس».
وختمَ: «إنّ سلسلة الرتب والرواتب يمكن أن تُدفع من الضرائب التي حصّلتها الدولة من المصارف بصورة استثنائية، من أرباح الهندسة المالية، أمّا هذه الضرائب فوظيفتُها بكلّ أسف هي تمويل الحملات الانتخابية لأركان السلطة بعدما جفَّ تمويلُهم الخارجي».
اللواء :
يتوّج الرئيس سعد الحريري زيارته، وهي الأولى، بعد عودته إلى رئاسة الحكومة، إلى موسكو، بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الأسود.
وقال دبلوماسي روسي، شارك في الاجتماع الذي عقده الرئيس الحريري مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، ثم مع نظيره رئيس الحكومة فلاديمير ميدفيديف لـ«اللواء» ان النتائج تجاوزت المتوقع، وهي ستنعكس إيجاباً على لبنان، في ضوء الدعم الروسي في أكثر من مجال، لا سيما لجهة إعادة وضع ملف دعم الجيش وتحديث تسليحه على طاولة المتابعة.
وكشف مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لـ«اللواء» رداً على سؤال حول تقييمه للمحادثات، انها «تناولت الأمور التفصيلية المتعلقة بالأوضاع والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الروسي».
وقال مصدر لبناني ان موسكو أكدت حرصها على استمرار الاستقرار، وتقديم ما يلزم من مساعدات تدعم هذا الاستقرار.
وأضاف المصدر ان الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري، والتي ستعقبها زيارة للرئيس ميشال عون، أعادت تعويم العلاقات بين البلدين، وتنشيط الاتفاقيات الموقّعة سابقاً والتي وقعت في مقر رئاسة الحكومة الروسية، بعد اجتماع الرئيس الحريري وميدفيديف.
الحريري في موسكو
ولاحظت مصادر الوفد اللبناني ان المحادثات الرسمية التي أجراها الرئيس الحريري اتسمت بحفاوة لافتة، لا سيما من قبل رئيس الحكومة الروسية ميدفيديف ووزير الخارجية لافروف، في حين ينتظر ان يعطي لقاء اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، دفعاً قوياً لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفاهماً بما يتصل بالشؤون السياسية والأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي.
وفيما وصف مساعد وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط بوغدانوف لـ«اللواء» زيارة الحريري واجتماعاته بالمسؤولين الروس «بالممتازة»، ولا سيما اجتماعه المطوّل مع الرئيس ميدفيديف، متوقعاً ان تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية، ستنعكس قريباً من خلال دعم روسيا للبنان على الاصعدة كافة، أكّد الرئيس الحريري ان هذه المحادثات كانت «جيدة وايجابية»، وانه لمس جدية حقيقية لتطوير وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمارات، كما انه وجد تجاوباً كاملاً في مسألة تسليح الجيش اللبناني، ولا سيما ما يتعلق بمنح لبنان التسهيلات اللازمة لشراء هذه الأسلحة، والتي يملك الجيش بعضاً منها لكنها باتت قديمة.
وفي هذه النقطة، توقع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، الذي شارك في محادثات الحريري مع الوزير لافروف، ان تعقد اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين اجتماعاً يخصص لبحث حاجات لبنان العسكرية، كاشفاً عن زيارة متوقعة للرئيس ميشال عون إلى موسكو لم يُحدّد موعدها بعد، وعن اجتماع آخر سيعقد للجنة الاقتصادية المشتركة في وقت لاحق.
ولاحظ السفير زاسبكين لـ«اللواء» ان مذكرات التفاهم الخمس التي وقعت بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعة والتعاون في مجالات الثقافة والرياضة وحماية البيئة، ستعطي دفعاً كبيراً نحو تعزيز العلاقات الثنائية.
وفي الشق السياسي من المحادثات، لفت الرئيس الحريري إلى انه أكّد امام المسؤولين الروس تأييده للحل السياسي في سوريا، وأن تكون مسألة عودة النازحين السوريين جزءاً من هذا الحل، مشيراً إلى ان الجانب الروسي يسعى حالياً لتعميم مناطق خفض التوتر لتشمل جميع المناطق السورية، تمهيداً للانطلاق منها لإيجاد حل شامل للمشكلة هناك.
ولاحظ انه لمس ارتياح المسؤولين الروس وثقتهم بصيغة الحكومة الائتلافية التي يرأسها وتشارك فيها جميع الأطراف السياسية، وقال ان هذا الأمر يشجعهم على زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
مجلس الوزراء
وينتظر ان يغادر الرئيس الحريري موسكو، مباشرة بعد انتهاء محادثاته اليوم مع الرئيس بوتين، عائداً إلى بيروت، للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء، التي ستعقد غداً في بعبدا برئاسة الرئيس عون، من دون ان يكون على جدول أعمالها أي بند خلافي أو مثير للاهتمام، باستثناء بند يتعلق بمعالجة ملف النفايات، خصوصاً تلك التي تلوث البحر، وكذلك المشروع المتعلق بقانون الكسارات والمقالع والذي توقع الرئيس عون إقرار المشروعين في خلال تلك الجلسة، علماً ان ملف النفايات في حال تمّ إلغاء مطمري «الكوستا برافا» وبرج حمود في نهاية السنة يفترض ان يؤمن مطامر بديلة، أو اعتماد خطة جديدة لمعالجة النفايات قبل ان تداهم أزمة مماثلة لازمة العام 2014.
ومن المواضيع المهمة في الجلسة، موضوع تطويع الضباط العسكريين إلى المدرسة الحربية، والذي كان ارجئ من الجلسة الماضية، لدرسه مطولاً في المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد الجمعة الماضي، ووضع قيودا مشددة لقبول التلامذة الضباط، بعدما تسرب عن صفقات ورشاوى مالية كانت تدفع لتأمين دخول هؤلاء التلاميذ إلى المدرسة الحربية.
يُشار إلى ان قائد الجيش العماد جوزف عون تفقد أمس الكلية الحربية في الفياضية، لمناسبة بدء العام الدراسي فيها، مؤكدا على ضرورة اعتماد معايير الكفاءة وحدها في امتحانات الدخول إلى الكلية، وفي الترفيع خلال السنوات الدراسية، لأن هؤلاء التلاميذ هم مستقبل الجيش وعلى عاتقهم ستقع مسؤولية الحفاظ على مكانته ودوره الوطني.
و أوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن مناقصة بواخر الكهرباء غير مدرجة على جدول الأعمال ،مستبعدة بحثه من خارج الجدول، إلا إذا كان وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل وضع المجلس في أجواء رده على ملاحظات لجنة إدارة المناقصات حول دفتر شروط المناقصة.
إلغاء «مهرجان الانتصار»
وفي تقدير مصادر سياسية، ان إلغاء مهرجان الانتصار الذي كان مقررا اقامته غدا الخميس في ساحة الشهداء وسط بيروت، شكل نكسة لوزير الدفاع يعقوب الصرّاف الذي استعجل بالدعوة إليه مع زميله وزير السياحة افاديس كيدانيان من دون التشاور مسبقاً مع المعنيين به أو التحضير له لوجستياً وسياسياً ومالياً.
وأوضحت هذه المصادر ان سبب تأجيل المهرجان، ليس كما أعلنت وزارتا الدفاع والسياحة بأنه «لوجستي» فقط، علما أنه تقرر في خلال خمسة أيام، ومن الصعوبة ان يُشارك الجميع فيه نظرا لوجود عدد كبير من السياسيين خارج البلاد.
ومع ان مصادر سياسية، قالت لـ «اللواء» ان اللجنة المنظمة، ارتأت إلغاء المهرجان تفاديا لأي صدام بين جمهوري 8 و14 آذار، ولابراز شعارات حزبية قد تساهم في تحريف العنوان الرئيسي لهذا المهرجان، فإن معلومات خاصة بـ «اللواء» كشفت انه من ضمن الأسباب العملية عدم توفّر الأموال اللازمة لهذا المهرجان، والمقدر بمائة ألف دولار، من قبل بلدية بيروت، حيث لم يتمكن المجلس البلدي من الاجتماع لرصد هذا المبلغ لا أمس ولا قبله.
يُشار في هذا السياق، إلى ان تداعيات ما جرى على هامش انتصار الجرود، على صعيد كشف مصير العسكريين الذين خطفهم تنظيم داعش في احداث عرسال 2014، وتحميل مسؤولية استشهادهم إلى جهات سياسية معنية كانت مسؤولة يومذاك في الحكم، ولاحقا بطلب فتح تحقيق قضائي بظروف خطف هؤلاء العسكريين ومن ثم قتلهم، كلها غير ملائمة لحشد عشرات الألوف من النّاس الذين هم بالتأكيد يؤيدون الجيش وفخرون بالانتصار الذي حققه على الارهابيين، لكنهم قد يختلفون حول ما جرى سواء على صعيد العسكريين الشهداء، أو على صعيد المفاوضات التي أدّت إلى خروج المسلحين الارهابيين من الجرود.
كتلة المستقبل
وعلى هذا الصعيد، أكدت كتلة «المستقبل» النيابية اصرارها على كشف جميع الملابسات التي رافقت المفاوضات التي أجراها فريق معين (والمقصود هنا حزب الله) لاسترجاع اسراه وجثث مقاتليه سامحاً بذلك لنفسه ما منعه عن الدولة اللبنانية واللبنانيين، وصولا في التحقيق إلى تهريب إرهابيي داعش وعائلاتهم، وهؤلاء الارهابيين بالذات هم من شاركوا في ارتكاب المجزرة بحق ابطال الجيش الشهداء.
واشادت الكتلة بالدور الوطني الكبير والحكيم والمتبصر الذي نهض به الرئيس تمام سلام خلال فترة توليه مهامه في رئاسة مجلس الوزراء، مؤكدة رفضها الاتهامات والحملات المشينة والمشبوهة التي استهدفت دور الرئيس سلام الذي ساعد في إنقاذ لبنان من شرور الفتنة الداخلية وفي إنقاذ عرسال، لافتة إلى ان بعض الأطراف أسهمت بتعنتها واصرارها على منع المفاوضات التي كان من الممكن ان تؤدي إلى إطلاق العسكريين.
وفي السياق نفسه، شدّد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي على ان المحاسبة يجب ان تبدأ من الصفقة المكشوفة التي قام بها حزب الله لتهريب داعش والنصر، وبالتالي إنقاذ داعش من المحاكمة، معتبرا الرئيس سلام والعماد جان قهوجي وعرسال خط أحمر، داعيا إلى عدم اللعب بالنار.
وأعلن انه سيوقع طلبا رسميا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لكشف محاضر جلسات مجلس الوزراء في أزمة عرسال، طالبا من الرئيسين عون والحريري الكشف عن هذه المحاضر وكذلك محاضر اجتماعات الخلية الوزارية لمتابعة قضية العسكريين لتحديد المسؤوليات وكشف الاضاليل.
وفي المقابل، أكّد وزير العدل سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح تمسكه بالتحقيق القضائي انطلاقاً من توافر العناصر الاجرامية. مشيرا إلى ان التحقيق ينطلق من توافر هذه العناصر الجرمية من خطف وأسر وقتل العسكريين.
وكان وفد من الهيئات الاقتصادية زار أمس الرئيس سلام في المصيطبة، مبديا تضامنه معه تجاه ما يتعرّض من حملة افتراءات وتجنيات.
الاخبار :
لم تهدأ البلاد بعد منذ «تحرير الجرود». غير أن حدّة التوتر انخفضت مع تأجيل العمل التشريعي والحكومي بسبب الحركة الرئاسية في الخارج. حدة التوتر كان ينبغي أن تخفت، نتيجة صورة تجمع الرؤساء الثلاثة، أو ممثلين عنهم، في ساحة الشهداء غداً، وتحديداً في الاحتفال الرسمي الذي كان سيُقام بمناسبة الانتصار على الإرهاب في الجرود. ورغم اكتمال التحضيرات للاحتفال، أعلن عن إلغائه أمس، «لأسباب لوجستية».
لكن مصادر معنية بالاحتفال أكّدت لـ«الأخبار» أنه ألغي نتيجة عدم الاتفاق على برنامجه، فضلاً عن عدم وجود حماسة من الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه. وطُرِحت أسئلة حول ما إذا كان سيحضره عدد كبير من المواطنين، في ظل عدم حشد الأحزاب والقوى السياسية أنصارها للمشاركة. كذلك سأل بعض المسؤولين عن إمكانية ضبط الجمهور، في حال كان المشاركون من مشارب سياسية مختلفة، وعدم التزامهم بشعارات موحّدة.
وعلمت «الأخبار» أن الاحتفال أصلاً كان مقرراً أن يقام في ثكنة رياق للأفواج والألوية التي شاركت في معركة جرود عرسال، قبل أن يتم تغيير المكان ودعوة الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه، من دون أن يكون هناك سبب واضح. وتواردت معلومات تقول إن «قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزف فوتيل كان من بين المدعوين الى احتفال يوم غد». وكان سبق لفوتيل أن جال على جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال قبل بدء المعركة بحوالى شهر. كما جرت دعوة عدد كبير من الملحقين العسكريين، من بينهم الملحقان السوري والإيراني.
من جهة أخرى، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقر الوزارة. ولفت لافروف بعد اللقاء الى أن «الهدف من هذه اللقاءات تنمية العلاقات»، وقال «إننا ندعم جهودكم وجهود حكومتكم لاستقرار الوضع في لبنان وفي سبيل توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب». وهنأ لافروف لبنان على نجاح العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني ضد «داعش». بدوره، عبّر الحريري عن أمله «بعودة اللاجئين السوريين الى سوريا، لا من لبنان فقط، بل من حيث هم موجودون، وذلك من ضمن الحل السياسي أيضاً»، متمنياً أن «تثمر هذه الزيارة دعماً للاقتصاد اللبناني». وتحدّثت مصادر عن إمكان توقيع الحريري اتفاقية تسمح للبنان بالحصول على أسلحة روسية لمصلحة الجيش اللبناني.