لم تهدأ البلاد بعد منذ «تحرير الجرود». غير أن حدّة التوتر انخفضت مع تأجيل العمل التشريعي والحكومي بسبب الحركة الرئاسية في الخارج. حدة التوتر كان ينبغي أن تخفت، نتيجة صورة تجمع الرؤساء الثلاثة، أو ممثلين عنهم، في ساحة الشهداء غداً، وتحديداً في الاحتفال الرسمي الذي كان سيُقام بمناسبة الانتصار على الإرهاب في الجرود. ورغم اكتمال التحضيرات للاحتفال، أعلن عن إلغائه أمس، «لأسباب لوجستية».
لكن مصادر معنية بالاحتفال أكّدت لـ«الأخبار» أنه ألغي نتيجة عدم الاتفاق على برنامجه، فضلاً عن عدم وجود حماسة من الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه. وطُرِحت أسئلة حول ما إذا كان سيحضره عدد كبير من المواطنين، في ظل عدم حشد الأحزاب والقوى السياسية أنصارها للمشاركة. كذلك سأل بعض المسؤولين عن إمكانية ضبط الجمهور، في حال كان المشاركون من مشارب سياسية مختلفة، وعدم التزامهم بشعارات موحّدة.
وعلمت «الأخبار» أن الاحتفال أصلاً كان مقرراً أن يقام في ثكنة رياق للأفواج والألوية التي شاركت في معركة جرود عرسال، قبل أن يتم تغيير المكان ودعوة الرؤساء الثلاثة للمشاركة فيه، من دون أن يكون هناك سبب واضح. وتواردت معلومات تقول إن «قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزف فوتيل كان من بين المدعوين الى احتفال يوم غد». وكان سبق لفوتيل أن جال على جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال قبل بدء المعركة بحوالى شهر. كما جرت دعوة عدد كبير من الملحقين العسكريين، من بينهم الملحقان السوري والإيراني.
من جهة أخرى، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقر الوزارة. ولفت لافروف بعد اللقاء الى أن «الهدف من هذه اللقاءات تنمية العلاقات»، وقال «إننا ندعم جهودكم وجهود حكومتكم لاستقرار الوضع في لبنان وفي سبيل توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب». وهنأ لافروف لبنان على نجاح العملية العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني ضد «داعش». بدوره، عبّر الحريري عن أمله «بعودة اللاجئين السوريين الى سوريا، لا من لبنان فقط، بل من حيث هم موجودون، وذلك من ضمن الحل السياسي أيضاً»، متمنياً أن «تثمر هذه الزيارة دعماً للاقتصاد اللبناني». وتحدّثت مصادر عن إمكان توقيع الحريري اتفاقية تسمح للبنان بالحصول على أسلحة روسية لمصلحة الجيش اللبناني.