السجال حول ملف بواخر الكهرباء ما زال قائما بين القوى السياسية خاصة بعد ان ارسل مدير دائرة المناقصات رده الى وزير الطاقة حول دفتر الشروط فعلق الاخير ان الملاحظات شكلية يمكن تجاوزها والمضي في المناقصة بينما تعتبر اوساط وزارية متعددة ان الملاحظات جوهرية ولا يمكن تجاوزها. فهل سيناقش مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا ملف بواخر الكهرباء وسط ترقب اوساط سياسية ردة فعل ادارة المناقصات ما اذا كانت ستكتفي بما قامت به حتى الان ام انها سترد بدورها على تعليق الوزير؟ ومن ابرز المطالبين بشفافية اجراء المناقصة في هذا الموضوع كان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي دعا عبر تغريدة له على تويتر الى التقيد بشروط دائرة المناقصات من اجل الوصول الى مناقصة شفافة للمعامل الجديدة مشددا على ادارة كاملة لشركة الكهرباء.
اما في الموضوع الانتخابي والخلاف التقني السائد حول التسجيل المسبق للاقتراع والبطاقة الممغنطة والصوت التفضيلي، لا تزال القوى السياسية على موقفها حيث تتمسك حركة امل والقوات اللبنانية وحزب الله باقرار التسجيل المسبق الامر الذي يسهل على الناخبين الانتقال للاقتراع في حين يعارض تيار المستقبل والتيار الوطني الحر ذلك . وهنا قالت مصادر سياسية لـ«الديار» ان على وزارة الداخلية حسم الموضوع وباسرع وقت ممكن لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها اضافة الى وجوب قيامها ايضا بحسم اقرار البطاقة الممغنطة او البيومترية. وعلمت الديار ان قرارا اتخذ بعدم تعديل القانون والمضي قدما باجراء الانتخابات في موعدها .وفي هذا النطاق، اكدت مصادر بعبدا ان رئيس الجمهورية متمسك باجراء الانتخابات النيابية في موعدها مشيرة الى ان التمديد للمجلس النيابي حصل للتحضير للانتخابات النيابية على ان تجري في موعدها.
 

 بري: فلنقدم موعد الانتخابات


قال الرئيس نبيه بري امام زواره، اذا لم يتم التمكن من تأمين البطاقة الممغنطة فلنقدم موعد الانتخابات العامة ولنجريها، وبالتالي لا يعود هناك حاجة للانتخابات الفرعية.
واضاف: لقد حصل التمديد لكل هذه الفترة من اجل تأمين الممغنطة، فاذا لم يكن هناك امكانية لذلك عندها علينا تقديم موعد الانتخابات.
 

 الشوف وعاليه


اما على صعيد انتخابات الشوف - عاليه والعلاقة بين سعد الحريري ووليد جنبلاط، فهناك قطبة مخفية في العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تمنع عودة العلاقات الى صفائها وودها، حتى وصلت الامور بالرئيس سعد الحريري الى القول «ليس عندي حنين للتحالفات القديمة، والظروف الحالية نسفتها ولن تعود»، حتى ان الحريري لم يقابل انفتاح جنبلاط على قريطم واستعداده لتنقية الاجواء بالمثل، وهو ما زال غاضباً من تغريدة جنبلاط عن «افلاس الحريري والتهكم عليه»، ولذلك فان النائب الدرزي في بيروت يطالب الحريري الشراكة بتسميته في حين ابلغ جنبلاط عبر وسطاء بانه لن يخوض معركة في اقليم الخروب ضد التيار الوطني الحر والاجواء بين التيار والمستقبل في اقليم الخروب «سمن وعسل» مع لقاءات يومية مقابل فتور حاد بين الاشتراكي والمستقبل، علماً ان عدد الناخبين السنّة في اقلم الخروب يتجاوز 50 ألف ناخب موزعين بين الحريري والجماعة الاسلامية وجنبلاط والوزير السابق ناجي البستاني، وهناك حضور للنائب السابق زاهر الخطيب وللحزب الشيوعي اللبناني، لكن النسبة الابرز من الناخبين لتيار المستقبل.
ورغم اجواء الحريري لكن النائب وليد جنبلاط هو الناخب الاول في الشوف وعاليه، ويستطيع اذا نزل الى الميدان شخصيا رفع نسبة التصويت الدرزي لصالحه الى 75% وله نفوذ وازن مسيحيا وسنيا وبالتالي قادر على حسم النتائج لصالحه بالمطلق وتوزيع الاصوات التفضيلية كما يريد، لمنع خرقه درزيا والمحصول على حصته السنية والمسيحية في الشوف وعاليه، رغم ان جنبلاط يدرك ان «القانون الحالي يمنعه من الاستئثار بمقاعد الشوف الثمانية في ظل قدرة اللائحة الثانية على الحصول على المعدل الانتخابي. وهناك مرشحون لهم حضورهم التاريخي في المنطقة وتحديدا الوزير السابق ناجي البستاني، وقادر على التجيير ولا مشكلة لجنبلاط مع البستاني في الدورة الحالية في ظل العلاقة الاكثر من ودية بين البستاني، والرئيس نبيه بري وكذلك مع كل الاطراف السياسية.
المؤشرات الاولية تؤكد ان الامور في الشوف وعاليه متجهة الى معركة بين لائحتين، الاولى تضم جنبلاط وجعجع بشكل اساسي والثانية التيار الوطني الحر وارسلان، وهناك لائحة ثالثة يسعى رئيس حزب التوحيد العربي الى تشكيلها وربما يشكل المجتمع المدني لائحة رابعة، وهذا الامر لصالح النائب وليد جنبلاط الذي ينطلق من قاعدة درزية، لا تبدل ولن تبدل وتفوق الـ35 الف صوت تفضيلي في الشوف وقادر على توزيعهم كما يريد. لكن جنبلاط ورغم الظروف و«طراطيش» الوزير طلال ارسلان ضده هذه الايام، فهو مصر على حفظ موقعه ودوره رغم ان الاشتراكي يجزم ان مشكلة ارسلان مع حلفائه وليس مع جنبلاط. فحلفاء ارسلان في التيار الوطني الحر يرفضون اعطاءه المقعد الارثوذكسي في عاليه ولهم مرشحهم اميل حنا رغم ان جنبلاط يميل الى الحفاظ على تمثيل الكتائب في عاليه عبر فادي الهبر والوجود الشمعوني في الشوف، ولذلك ستكون معركة دائرة الشوف وعاليه سهلة على جنبلاط وصعبة وقاسية على الآخرين، لكن الانتخابات المقبلة ستشهد حتمياً طلاقاً نهائياً بين سعد الحريري ووليد جنبلاط.
 

 سلسلة الرتب


في غضون ذلك، يترقب الموظفون قرار المجلس الدستوري بشأن قانون الضرائب الذي سيصدر في 15 ايلول والنتائج التي ستترتب على هذا القرار لاسيما على وضع المالية العامة خاصة بعدما اعلنت الحكومة في اجتماعها الاخير عدم استعدادها تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب اذا ما الغيت المداخيل خوفا من انعكاس ذلك سلبا على المالية العامة التي تعاني من عجز في تأمين الواردات بلغ الخطوط الحمراء. ويشار الى ان وزارة المالية وزعت رواتب شهر تشرين الاول على السلسلة الجديدة كون قانون السلسلة منفصل عن قانون الضرائب.
 

 الحريري في موسكو لمعرفة ملامح التسوية السورية


تفاعلت زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو لدى الاوساط السياسية  لما تحمله من اهمية لموقع لبنان في خضم الاحداث التي تعصف في الجوار السوري حيث علمت «الديار» ان ذهاب الحريري الى روسيا يعود لمعرفة  ملامح التسوية السياسية التي ترتسم في سوريا بعد ان اصبح جليا انتصار محور على محور اخر الى حد كبير. وعليه يريد الحريري بحث الوضع السوري مع المسؤولين الروس للاطلاع على المنحى الذي اتخذته الازمة السورية مؤخرا والى اي مدى سيتبلور المناخ السياسي للوضع السوري الذي سينعكس في مفاوضات استانا المرتقب عقدها قريبا؟ بيد ان الازمة السورية تؤثر سلبا او ايجابا على لبنان وبالتالي من البديهي ان يستعلم الرئيس الحريري عن مجريات الامور وبحث تداعياتها مع المسؤولين الروس طالما ان لروسيا اليد الطولى في سوريا. وعلمت «الديار» ايضا ان زيارة الحريري تعكس رغبة سعودية في معرفة ما تخطط له روسيا حيال الازمة السورية خاصة ان العلاقة بين الرياض وموسكو تطورت بشكل كبير في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اما عن عودة النازحين السوريين الى بلادهم قالت اوساط سياسية لـ«الديار» ان الرئيس سعد الحريري لم يكن بحاجة الى الذهاب الى موسكو للبحث في هذا الملف في وقت يمكنه التفاوض عن بعد 90 كلم من لبنان مشيرة الى ان ملف النازحين بات عبئا على الدولة اللبنانية وعلى اقتصادها. 
 

 مديرية المخابرات تواصل تحقيقها في ملف العسكريين


تواصل مديرية المخابرات تحقيقاتها من خلال اعادة الاستماع لموقوفين لديها في فترات سابقة من ارهابيين شاركوا في غزوة عرسال وايضا لموقوفين جدد منهم نجل الشيخ مصطفى الحجيري المسمى عبادة الحجيري الذي اعترف بمعلومات تسمح بتوقيف كل من الشيخ مصطفى الحجيري (ابو طاقية) الذي لا يزال متواريا عن الانظار. وكثفت المديرية من عملها لتحديد مكان اختبائه باعتباره الشخص الاساس الذي تتقاطع الاعترافات حول دوره في عملية خطف العسكريين.