يترافق دخول المدرسة مع استعادة نمط نوم طبيعي للأطفال، إذ يحتاج الطفل لقسط كافٍ من النوم حتى يتمكن من التركيز في الصف. وبالنسبة للأطفال الصغار جداً، هذا يعني حضّهم على النوم في فترة بعد الظهر. ولكن ما العمل إذا كان الطفل يرفض النوم بعد الظهر؟ الطبيب النفسي الفرنسي للأطفال رافي كوجايان يقدّم بعض النصائح.
من المهم أن يحظى الطفل بنوعية نوع جيدة تتراوح بين 16 إلى 12 ساعة حتّى عمر 5 سنوات، وبين 12 و10 ساعات حتّى عمر 12 عاماً، وبين 10 إلى 8 ساعات حتّى بلوغه سن الرشد. ولكن طبعاً ليس الجميع سواسية مقابل حاجتهم إلى النوم.
لا تجبروه على النوم
إذا لم يبدِ طفلكم استعداداً للنوم في فترة بعد الظهر، فهذا يعني أنه لا يشعر بالنعاس والحاجة إلى النوم. فلا داعي للهلع، واعلموا أنّ إجبار الطفل على النوم لن يفيد، ولكن ترقبّوا سلوك ولدكم. إذا لاحظتم أنّ عدم نومه خلال النهار لا يغيّر شيئاً في تصرفاته ووضعه النفسي وهو ينام بشكل جيّد في الليل، يمكنكم أن تسمحوا له بعدم النوم خلال فترة بعد الظهر.
إمنحوه وقت استراحة واسترخاء
ولكن، حتّى لو لم يشعر الطفل بالنعاس بعد الظهر، من المهم أن يحظى بفترة استراحة خلال النهار، ومن المفضّل أن تكون بعد الغداء. تجنّبوا إذاً أن يشاهد التلفزيون في هذه الفترة أو يستعمل أيّ من شاشات الآيباد أو التلفون، وليجلس أو يسترخي في غرفة هادئة. علّموه أن يرتاح ويشعر بالهدوء، وأفهموه أنه ليس مُجبراً على النوم، بل حتّى يمكن أن يلعب بهدوء إن أراد.
قدّموا له فترة النوم على أنها نشاط
عندما يرفض الطفل النوم بعد الظهر ونتيجة ذلك يتعب ويتوتّر ويصبح عصبياً أو يعاني مشكلات في النوم ليلاً، فهذا يعني أنّه يحتاج الى النوم خلال النهار. في هذا الوضع من المهم أنّ يهيّئ له أهله جوّاً هادئاً. فليتمدّد أحد الوالدين بقربه وليقدّم له النوم على أنه نشاط مُسلّ. إقترحوا عليه مثلاً تخايل ماذا كان سيفعل بطله الخارق حتّى ينام بسرعة، ويمكنكم أيضاً أن تنصحوه بأن يحلم بأنه في مكانه المفضّل.
وإن لم يكن حقاً يريد النوم؟
إذا كان الطفل رغم كلّ مجهود والديه يرفض النوم، ووقت الاستراحة الذي يحظى به في البيت لا يكفي لتهدئة مزاجه المتعكّر خلال النهار، من المهم أن تتحدّثا معه. عليكما أن تفهما لماذا يرفض النوم، وإن كان عمره يسمح حاولا أن تفهما ما الذي يشغل باله ويُقلقه. فمن المهم أن تشجّعا طفلكما على التحدّث وأن ترافقاه.