ما الذي يشغل بال الحريري؟

نظرًا لإرتباط وضع لبنان ارتباطًا وثيقًا بما يدور على أرض سوريا، يستكمل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته إلى موسكو.
في وقت، وصفت فيه المصادر هذه الزيارة بـ "المهمة خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة على صعيد الإتصالات الجارية لإيجاد حل للأزمة السورية، وتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية نتيجة ذلك، وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الإقتصادية والتجارية وتسليح الجيش اللبناني".
وتُشير مصادر سياسية إلى "أن الهدف الأوّل لزيارة الحريري لموسكو هو الإطلاع على المستقبل الذي يُعدّ لسوريا".

إقرأ أيضًا: المناورات الإسرائيلية: مواجهة عسكرية مسرحُها لبنان
وقالت المصادر "إن موقف الرئيس الحريري معروف من مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وكذلك موقف الرئيس بوتين الذي لم يتغير"، ورأت أن "هناك خلافاً سياسياً كبيراً بين بعض الأفرقاء في لبنان حول بقاء الأسد، أما بالنسبة للرئيس الحريري فهذا الأمر محسوم".
ومن أهم الأهداف التي يسعى الحريري إلى مناقشتها في لقاءاته مع المسؤولين الروس هي:
- الدور الذي ستلعبه إيران في تحديد مستقبل سوريا، وما موقعها في هذا البلد الذي يُعاد تشكيله في هذه الأيّام بالذات.
- طبيعة التّفاهمات بين روسيا والإدارة الأميركية، والتي بدأت بوادرها تظهر في الشمال السوري حيث الوجود العسكري الأميركي في منطقة الجزيرة.
- إمكانية طلب مساعدات عسكرية روسية للجيش اللبناني الذي يمتلك كمية من الأسلحة الروسية التي صارت في حاجة إلى تحديث، والمضي في سياسة تقوية الجيش اللبناني التي تعتمدها الحكومة من خلال قانون البرنامج الذي أقر في المجلس النيابي.
- طلب الدعم الروسي للبنان بهدف حمايته من الأعراض الجانبية لأي اتفاقات وتفاهمات في الوقت الراهن.
- العمل على ترسيم وتحديد الحدود اللبنانية السورية لأن التّرسيم متوقف بين البلدين.

إقرأ أيضًا: التّحالف الدولي يواصل إنتقامه من داعش ويقتل عدد من عناصره

واللافت أن ما يشغل بال الرئيس الحريري هو الإصرار الإيراني على التّمسك بالبقاء في جزء من الأراضي السورية، خصوصًا في محيط دمشق وربط هذه الأراضي بالمناطق التي يُسيطر عليها حزب الله في البقاع اللبناني.
وربطت بعض الأوساط مخاوف الحريري بالمواقف التي أطلقها وزير الدولة السعودي ثامر السبهان والتي هاجم فيها حزب الله، قائلاً "على لبنان الإختيار بين أن يكون مع الحزب أو ضده"، وهذا ما يُعبر عن موقف سعودي حازم، وعن رسائل إلى اللبنانيين قد يكون الحريري نفسه أحد من تقصدهم هذه الرسائل.
وأشارت المصادر، إلى "أن المخاوف اللبنانية تعود إلى إصرار إيران على وجود عسكري عبر ميليشيات لبنانية وعراقية موالية لها في سوريا، وعلى بقاء الأراضي السورية جسرًا لها إلى لبنان".