أولاً: خُطب السّيد ...
يأخذ البعض ممّن يُتابعون خطابات سماحة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، رفع السّبابة (الإصبع التي بين الإبهام والوسطى، صفة غالبة، وهي المُسبّحة عند المُصلّين ) بوجه المستمعين والمشاهدين، وذلك عندما تأخذه الحميّة في مسألةٍ حسّاسة، أو عندما يندفع في صولات التهديد والوعيد بحقّ المخالفين والمُعادين، كما بات البعض الآخر يأخذ على السيد كثرة إطلالاته والإسهاب في الكلام، ممّا يُعرّض صاحبه لهفوات الكلام وزلّاته، قال الشعبي في حقّ زياد بن أبيه: ما سمعتُ متكلماً على منبرٍ قط تكلّم فأحسن إلاّ أحببتُ أن يسكت خوفاً من أن يُسيئ، إلاّ زياداً فإنّه كان كلّما أكثر كان أجود كلاماً، والسيد نصرالله يتجنّب هفوات الإسهاب بما يملكه من دربة الخطابة وجزالة الكلمة وفصاحة اللسان، فضلاً عن التّحضير الكافي للخُطبة في التّبويب والتفريع والتّفصيل، ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض الهفوات العابرة، وهذا لا ينتقص من قدره كخطيبٍ مُفوّه.
إقرأ أيضًا: الوزير باسيل يرفع السرية المصرفية عن حساباته... على خُطى العُمرين
ثانياً: سبّابة باسيل تنتصب يومياً...
ما إن اعتاد اللبنانيون (وربما أهلُ العربية) على سماع خُطب السيد حسن نصرالله ، من أحبّ ذلك أو كره، حتى داهمتم ، هذه الأيام، خُطب الوزير جبران باسيل، والذي بات قلّما يسكت، حتى في ذروة مأساة استشهاد العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى الإرهابيّين الكفرة، خرج باسيل مُستعرضاً بلاغته وطارحاً مقولاته التي باتت مُكرّرة وممجوجة، إلاّ أن الداهية الدهماء هذه الأيام ، أنّ الوزير باسيل بات يُتقن رفع سبّابته بوجه المواطنين الغافلين الصابرين، ولربما يحاول أن يقتدي خُطى السيد نصرالله، مع افتقاده لجزالة الكلمة وجليل المعاني وفصاحة اللسان، مع ملازمته لتكرار القول وتبسيطه حتى درجة الإسفاف فيملُّ الشاهدُ والسامع. جعل السّماك يوماً يتكلّم وجارية له تسمع كلامه، فلمّا انصرف قال لها: كيف سمعت كلامي؟ قالت: ما أحسنهُ لولا أنّك تُكثر ترداده، فقال: أُردّدُه حتى يفهمهُ من لم يفهمهُ، قالت: إلى أن يفهمه من لم يفهمه قد ملّهُ من فهمهُ. واللبنايون باتوا وقد ملّوا أسطوانة حقوق المسيحيين والرئيس القوي والعهد الميمون، والخيرات المنتظرة على يد العائلة الحاكمة، دام ظلُّ راعيها.
إقرأ أيضًا: السبهان يقرع آذان الجارة (حزب الله) كي تسمع الكنّة (الحريري)
إلاّ أن الوزير يتمتّع بميزة حُرم منها السيد، بسبب الأوضاع الأمنية، فالسيد باسيل يتنقل بخفة ورشاقة من الجنوب إلى الجبل إلى الشمال فالبقاع حتى جرود عرسال والقاع، مُحاطاً بحاشية مهيبة ومستقبلين ومُحتفين مُهلّلين مستبشرين ، ليبدأ خطاباته بتحيّة من وجبت تحيّته، والدعاء لصاحب العهد بطول العمر ودوام النعمة، حرصاً على مصالح المسيحيين التي يحاول المسلمون "الأشرار" اغتصابها، ومن ثمّ ينتقل لتقريع من وجب تقريعُه، ناثراً الوعود الانتخابية، دون أن ينسى ترداد أفضاله على المقيمين والمغتربين، كل ذلك والسّبابة منصوبة بوجه اللبنانيين عن رضىً منهم أو كُرهٍ أو عجز أو صبرٍ على بلاءٍ لا رادّ له، والله المُستعانُ على ذلك.