تمرّد وعدم رضا ومستقلة، صفات إجتمعت في الوقت الراهن في شخصية المرأة اللبنانية التي أصبحت لا تساوي الرجل في المهام إنما تتخطاه في حدود المسؤولية التي تحملها على عاتقها، فمن ربة منزل ووالدة وزوجة إلى عاملة، على الرغم من التفاوت البيولوجي لكل من الجنسين الذكوري والأنثوي.
نظرية لعلّها ليست فقط تهين المرأة اللبنانية أو تقلّل من شأنها، إنّما تضعها في خانة شبيهة بالعاملة المنزلية "ليش بدها تشتغل؟ المرا بس للولاد"، عبارة أفصح عنها صديقي المثقّف وإذ أنني أجد في العمل لذة وإثبات ذات فمن باب الدفاع كانت إجاباتي.
إقرأ أيضًا: قتلناكم بجهلنا.. واليوم أعدتم لنا الحياة !
قد لا أستغرب ما قاله صديقي نظرًا للمجتمع الشرقي الذكوري الذي ما زال يجد في استقلالية المرأة عيبًا أو حدًّا لا يمكن تجاوزه، فقد تزوّجها وربّما علّق شهاداتها على أحد الجدران أو اضطرت هي لتضعها في إحدى الأدراج المهملة لتنفض عنها الغبار بعد مدة من الزمن، لكن الإستهجان وعلامات التعجب عندما صدرت عبارات كالسكين من فم إحدى الصديقات "بس اشتغلت المرا صار عنا فساد وولاد بلا تربية وكترت الخيانات، المرا صارت ما عم تقتنع" وكأنها بذلك واضعة كل اللوم على المرأة اللبنانية في الفساد الذي يمر به المجتمع.
وإذ أن التساؤلات بما يتعلق بهاتين النظريتين واللتين يختصران تفكير عينة كبيرة من المجتمع اللبناني خصوصًا في القرى فإن في التوجه لهؤلاء بعلامة استفهام عن دور الرجل أيضًا في تربية الأولاد حق لي كإمرأة لا ترى إلّا في العمل خارج المنزل وداخله حياة.
إقرأ أيضًا: لمصلحة من الهجوم ضد المؤسسة العسكرية؟
وإذ أنّ ظروف المعيشة ومتطلباتها وتكاليفها غالية جدًّا في لبنان فكيف يمكن للرجل أن يكون المعيل الوحيد لعائلة من 3 أفراد فقط؟
ورغم هذا، يبقى من المهم تسليط الضوء على النقطة المتمثّلة بنظرة التخلّف التي ما زالت تحيط بهالة مصطلح المرأة في مجتمعنا الشرقي، على الرغم من دور المرأة المهم الذي تلعبه في العالم الغربي، وإذ كانت المرأة التي لا تريد في الحياة إلا نفسها سندًا لضمان مستقبلها سببًا للفساد بالنسبة للبعض، فإنّها الحياة والقوة عندما تقسو عليها الظروف وربما من العدل الإعتراف بأنّ "المرأة ورغم عملها فإنها تستمتع أيضًا بأمومتها لكنها لم توجد فقط للعمل داخل المنزل أو لتخفي نفسها وقدراتها عن الآخرين".