كانت الساعة قد تخطّت منتصف الليل عندما كانت "سعاد" (إسم مستعار) تعود بمفردها من سهرة عند إحدى زميلاتها في العمل. وما كادت تهمّ بركن سيارتها في موقف مخصّص لسكان البناية حيث تقطن في منطقة الدكوانة، حتى فوجئت ببعض الأشخاص وهم منتشون بفعل تعاطيهم المخدرات، وحاولوا التحرش بها وسلبها حقيبة يدها.
قاومت في البداية بكل ما أوتيت من قوة، لكن المعتدين كانوا أقوى منها، على رغم تعاطيهم المخدرات، وكادت تنهار وتقع فريسة سهلة في أيدي "وحوش" لم يأبهوا لتوسلاتها، لولا وصول أحد الأشخاص من سكان الحي لركن سيارته.
وعندما أحسّ المغتصبون بقدومه لاذوا بالفرار تاركين فريستهم ممزقة الثياب ومصابة بجروح مختلفة في أنحاء جسمها. ساعدها لإلتقاط أنفاسها وقام بإيصالها إلى منزلها، حيث ضمدت جروحها.
وعند ساعات الصباح الأولى سارعت "سعاد" إلى مخفر المحلة وقدمت شكوى ضد مجهولين وأعطت مواصفات الذين أعتدوا عليها، مؤكدة أنهم من خارج المنطقة إستنادًا إلى لهجتهم الغريبة.
وبعد التحري والإستقصاء تمكنت قوى الأمن الداخلي من معرفة هوية المعتدين ليتبن لها أنهم من رواد أحد محلات الـ POKER MACHINE المنتشرة في محلة الدكوانة بشكل عشوائي ومخالف للقوانين، والتي تُعتبر أوكارًا لمروجي المخدرات وتسهيل الدعارة من خلال تشغيل بعض العاملات غير اللبنانيات.
ولأن معظم هذه المحلات حاصلة على تراخيص رسمية، وإن كانت مخالفة للأصول، لم تتمكن من إقفالها، ولكنها عملت على تشديد المراقبة عليها لمنع قيام روادها بترويج المخدرات وتعاطي الدعارة، خصوصًا أنها تلقت في الآونة الأخيرة أكثر من شكوى من سكان المنطقة، الذين ضاقوا ذرعًا بما تتسبب به هذه المحلات من فوضى ومن أعمال منافية للأخلاق.
يذكر أن رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة كان قد أثار هذه القضية وطلب من السلطات مساعدته لوضع حدّ لهذه الحالة الشاذة والعمل على إقفال هذه المحلات.
وقد أفادت المعلومات أن أهالي المنطقة، وبدعم من رئيس البلدية، يعتزمون تنظيم حملة واسعة بهدف الضغط على من في يدهم الأمر للعمل على إقفال هذه المحلات، التي تشّوه سمعة المنطقة.