"ظاهرة" غير أخلاقية بدأت تتفشى في مجتمعنا اللبناني، الذي لا يزال حتى إشعار آخر مجتمعًا محافظًا، وهي آخذة في الإنتشار في الأمكنة العامة وعلى عينك يا تاجر، من دون حياء أو خجل أو حتى من دون الأخذ في الإعتبار مشاعر الآخرين، وبالأخصّ الأطفال المتواجدين في هذه الأمكنة.
إنه "الحب العلني"، وهو تعبير ملطف لممارسة غير أخلاقية أمام الملأ وفي وضح النهار.
صودف بالأمس أن أحد الأصدقاء قرر إصطحاب عائلته لقضاء يوم على الشاطئ، ومن بين أفراد العائلة أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة. ومنذ اللحظة التي جلست العائلة على هذا الشاطئ، وهو شاطئ يرتاده كبار وصغار، كان بقربها "كوبل" في مقتبل العمر. شاب وفتاة قررا الإعراب عن مشاعرهما بطريقة غير لائقة، فكانا يجلسان بقرب بعضهما البعض بطريقة مريبة وخارجة عن المألوف ويتبادلان القبل على الطريقة الفرنسية، وكأنهما في سرير واحد.
لم يأبها لنظرات رواد الشاطئ ولم يراعيا مشاعر الأطفال ومخيلاتهم الطرية. والأنكى من كل ذلك أنهما كانا ينظران إلى الذين يحدّقون بهما بطريقة إستفزازية وفيها الكثير من التحدّي.
يخبرني صديقي أنه همّ أكثر من مرّة ليلفت نظر "الكوبل العاشق الولهان" أن ما يفعلانه غير لائق، لكنه لم يجرؤ على ذلك خوفًا من أن يدخل معهما في سجال عقيم أمام أطفاله وزوجته، فما كان عليه سوى ترك الشاطئ والذهاب إلى مكان آخر حفاظًا على أولاده من هكذا منظر غير مألوف.
هذه "الظاهرة" المستوردة من الغرب بطريقة مشوهة بدأت تغزو مجتمعاتنا وتهدّد قدسية العائلة والعلاقة الحميمة، التي لها أمكنتها الخاصة، وإلاّ تحولت إلى دعارة مكشوفة وواضحة لا تحتاج إلى أدلة لإثبات مخالفتها للقوانين العامة.
صحيح أن الذين استحوا ماتوا، بعدما طقّ شلش الحياء، ولم تعد الأخلاق تعني شيئًا لبعض الشباب، الذي لم تعد تحكم تصرفاتهم لا قيم ولا أخلاق.