نأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بنفسه موقتاً آخر ساعات عطلة الأسبوع أمس عن الشأن الانتخابي الذي لم يحمل جديداً لافتاً، وبدا خلال حديث هاتفي مع "النهار" شديد الاهتمام بما يجري في سوريا.
في السياق، قال جعجع إنه يتابع تقارير أجنبية تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية في حمص، و"إذا صحّت هذه التقارير فيكون نظام بشار الأسد دخل مسار القضاء على نفسه بنفسه. المسألة ليست أقل من هذا الحجم. هذه سابقة في التاريخ ان تستخدم اسلحة تكتية لقمع ثورة شعبية داخلية. وفي رأيي إذا كانت التقارير صحيحة فلن تتأخر المجموعة العربية والدولية في التدخل مباشرةً في سوريا عاجلاً ام آجلاً، وذلك بفعل ضغط الرأي العام العربي والدولي".
هذا الموضوع، أضاف، "أضعه برسم كل من يستمرّ في لبنان في تأييد النظام السوري او يدعمه في شكلٍ او آخر، وأيضاً برسم الرأي العام اللبناني ليتبيّن له بوضوح ما هي طبيعة الافرقاء السياسيين المعنيين في لبنان، وما هي حدود اخلاقياتهم".
وتناول "ادعاء حزب الله" انه يقاتل "جبهة النصرة" في حمص لئلا يضطر إلى قتالها في بيروت. قال: "هذا كلام مردود. فمن عليه ان يقاتل "النصرة" او غيرها من المتطرفين في بيروت، او الهرمل او النبطية او زحلة او عكار او سواها، هو الدولة اللبنانية ومن خلفها الشعب اللبناني بأكمله، تماماً كما حدث مع "فتح الاسلام" في نهر البارد. الدولة قاتلت الارهاب بنفسها هناك وكان خلفها الشعب، وإن باستثناء حزب الله".
وكانت نبرة جعجع خلال الحديث الهاتفي تؤكد اقتناعه التام بأن "أعمال حزب الله في سوريا هي التي ستستجرّ "جبهة النصرة" الى لبنان، مما يوقع بلادنا وشعبنا بأكمله في ورطة اكبر بكثير من قدرتها على التحمّل. لذلك المطلوب قبل اي شيء آخر ان يتوقف حزب الله عن التدخل العسكري والأمني في سوريا. وكذلك وقف أي تدخل لبناني أمني او عسكري – اذا كان هناك تدخل من هذا القبيل – في الثورة السورية".
ليختم، بأسلوبه: "ماذا وإلا... سيكون حزب الله او غيره مسؤولين من جديد عن الزج بلبنان في أتون حديد ونار، لا يعرف مداه إلا الله".