نقلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن مسؤولين حاليين وسابقين في الخارجية الأميركية قولهم إنّ الشائعات حول إمكانية استبدال وزير الخارجية ريكس تيلرسون بمندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تنتشر منذ الأسبوع الفائت.
 

في التقرير الذي حمل عنوان "أين ريكس؟"، لفتت المجلة إلى أنّ هايلي والرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير دفاعه جايمس ماتيس علّقوا على الأزمة الكورية، مشيرةً إلى أنّ المندوبة الأميركية دعت إلى "استنفاد كل الوسائل الديبلوماسية قبل فوات الأوان" في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تصريح عن تيلرسون.

وعلى الرغم من أنّ تيلرسون سافر إلى تكساس خلال نهاية الأسبوع الفائت بعد إعصار هارفي للمشاركة عن بعد في جلسة مجلس الأمن الدولي الاثنين لبحث تداعيات التجربة الكورية الشمالية، رأت المجلة أنّ هايلي تملأ الفراغ الذي خلّفه تيلرسون مطلقةً عليها لقب "وزيرة الخارجية الفعلية".

توازياً، أوضحت المجلة أنّ هايلي أكّدت بموجب تقرير مفصل رفعته الثلاثاء حول رؤية الإدارة الأميركية للاتفاق النووي الإيراني أنّه لدى ترامب المبررات التي تجعله يؤكد أنّ الاتفاق لم يخدم المصالح الأميركية، مستدركةً بأنّ سيد البيت الأبيض وكبير الديبلوماسيين الأميركيين اصطدما هذا الصيف بسبب الملف نفسه.

وعليه، تساءلت المجلة عن نفوذ تيلرسون ومستقبله السياسي، ناقلةً عن مايكل فوشس، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأقصى والمحيط الهادي في إدارة الرئيس باراك أوباما، استغرابه لعدم تعليق وزير الخارجية الأميركي على الأحداث الأخيرة.

وفيما نقلت المجلة عن مسؤول في الحكومة الأميركية قوله إنّه يتردد أنّ هايلي ستحل مكان تيلرسون، نقلت عن متحدّث بإسم الخارجية الأميركية تأكيده أنّ تيلرسون يعمل بجد خلف الكواليس، فتحدّث منذ صباح الأحد مع نظرائه الياباني والكوري الجنوبي ومستشار الدولة الصيني ووزير الخارجية الروسي.

في السياق نفسه، قالت المجلة إنّ المدافعين عن تيلرسون في وزارة الخارجية يصرون على أنّ مقاربته مثالية ومحسوبة وتتمّم مقاربة ترامب التي تناقضها كل التناقض.

بدوره، أكّد الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ديفيد إغناتيوس أنّ تيلرسون يضع استراتيجية واسعة النطاق تقضي بالعمل مع الصين لحل الأزمة الكورية الشمالية من جهة، ومع روسيا لتحقيق الاستقرار في كلّ من سوريا وأوكرانيا، من جهة ثانية.

وأوضح إغناتيوس أنّ تيلرسون، الذي أعلن أنّ بلاده مستعدة لإجراء محادثات مباشرة قريباً مع كوريا الشمالية إذا أظهر كيم قدرة على ضبط نفسه، يسعى إلى أنّ تجلس الصين وراء الزعيم الكوري، وإلى أن تلف يديها حول حلقه- مجازياً- على حدّ ما كتب.

وتابع إغناتيوس أنّ تيلرسون يُحرز بعضاً من التقدم على مستوى الملفيْن الأوكراني والسوري، لافتاً إلى أنّه يؤيد اقتراح موسكو القاضي بإرسال قوات أممية لحفظ السلام إلى شرق أوكرانيا.

في ما يتعلّق بالملف السوري، كشف إغناتيوس أنّ تيلرسون حذّر بوتين من أنّ الخطر الحقيقي الذي يهدد المصالح الروسية يتمثل باتساع النفوذ الإيراني في سوريا، موضحاً أنّ الوزير الأميركي يؤيّد توجه "قوات سوريا اليدمقراطية" المدعومة أميركياً إلى السيطرة بشكل سريع على وادي الفرات الأدنى للوقوف في وجه توسع طهران.

تيلرسون الذي أبرز التناقض بين ترامب وتيلرسون، استنتج أنّ الأخير يتعامل مع تعليقات رئيسه "المدمرة" كما لو أنّها جزء من مشهد السياسة الأميركية، مشدّداً على أنّه يدرس كيفية توظيفها لخدمة بلاده.

يُذكر أنّ سبق لتيلرسون وفريقه أن نفيا الشائعات التي تطرقت إلى إمكانية استبداله خلال الصيف، وذلك في ظل بروز تقارير تحدّثت عن حصول صدامات بينه وبين ترامب.

 

 

( FP - WP)