تناقلت وسائل الإعلام صورة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مع والدة الرئيس الفنزيلي هوغو تشافيز وخلقت هذه الصورة لدى الكثيرين تساؤلات حول فعل الرئيس الإيراني الملتزم دينيا والذي يمنعه الدين من مصافحة أمرأة من غير المحارم, وفي التدقيق في هذه الحالة من الناحية الشرعية الدينية فإن الرئيس الايراني لم يقم بفعل المحرم سيما وأنه لم يبادر بالسلام على والدة تشافيز وكما يظهر في الصورة  فإنها هي التي تقدمت نحو الرئيس الإيراني وهي في حالة حزن شديد وأمسكت يديه وما كان على الرئيس الإيراني إلا مواساتها والاستجابة لحالة الحزن التي تعبر عنها للرئيس وهنا فمن الناحية الدينية والفقهية فإن ما فعله الرئيس الإيراني مبرر شرعا ومجاز لدى الكثير من مراجع الدين الشيعة لأنه وقع في حرج شديد كما أنه في مأتم رسمي ولا يستطيع التهرب مما وقع فيه من الحرج ,و يرى العديد من المراجع الشيعة السابقون والحاليون جواز مصافحة غير المحارم في الحالات الحرجة جدا هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن مواساة هذه الام المفجوعة بولدها بهذه الطريقة ما هو إلا تعبير ينم عن الإنسانية العالية والوفاء الكبير لشخص كانت تعتبره إيران من أصدقائها الكبار وهو موقف جريء يسجل للرئيس الإيراني ويذكر في هذا المجال حالات عديدة شهدت مصافحات بين الرئيس الايراني السابق ايضا محمد خاتمي وإحدى زائراته الاجنيات عندما كان رئيسا للجمهورية , وكذلك فقد تعرض عدد من العلماء ورجال الدين لحالات مشابهة ولم يكن في مصافحتهم لاجنبيات اي إشكال شرعي .وبالتأكيد ستجد هذه الحالة ما يبررها في اوساط التابعين و المقربين من الرئيس الايراني والجمهورية الاسلامية في حين انتقد مناصرون ومؤيدون للرئيس أحمد نجاد إقدام أحد العلماء الاجلاء على مصافحة من هذا النوع خلال تقديمه واجب العزاء أعني بذلك سماحة القاضي العلامة السيد محمد حسن الأمين عندا صافح والدة الشهيد بيار الجميل في بكفيا وهو بالتأكيد لم يخالف الدين لكنه وقع في الحرج ايضا .
وهنا لا بد من التنويه بضرورة التحرر من صنمية الفتاوي الدينية والإنصياع أكثر لمتطلبات العصر والدين والحياة والاقتراب أكثر من المفاهيم الانسانية الراقية و التي لا تتعارض أبدا مع احكام الدين الحياتية .
وبالمناسبة ان المضحك في الموضوع أن الذين انتقدوا الرئيس الايراني على موقفه هذا أغلبهم ومعظمهم لا يعيرون الدين في حياتهم اليومية أي اهتمام وهم بعيدون كل البعد عن الالتزام الديني والشرعي .