بإسمه تعالى،
ترددت قبل أن أكتب لك يا سيد حسن نصرالله، فلم أكن أرغب أن تقع رسالتي هذه بيد الإعلام وتنتشر فتتضح أمور كثيرة بيننا لطالما نعرف أنها يجب أن تبقى سرّية. ولكن ونحن عالقون في صحراء البادية السورية، تراقبنا طائرات “التحالف الدولي” الغاشم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتمنع قافلتنا من التقدّم وتهدد بقصفنا وإبادتنا، لم يتشفّع بنا أحد ولم يتذكرنا أحد غير “حزب الله” بقيادتك يا سيد.
أوعزتم بإصدار بيان أثلج قلوبنا، لأننا عرفنا أننا نحن أبناء الدواعش وقافلة الدواعش لا نزال في قلب “حزب الله” وضميره، ولأننا تيقّنا أنكم يا سيّد الوحيدون الضنينون علينا وعلى حياتنا وعلى مستقبلنا وعلى عائلاتنا.
وللأمانة يا سيّد، لا يمكننا أن ننسى ولا لأي لحظة أنكم كنتم السند والداعم منذ اللحظة الأولى، فتفاديتم أي اشتباك عسكري معنا على كامل مساحة الأراضي السورية، لا بل كان تعاوننا مثمراً في القضاء على مجموعات “الجيش السوري الحر” في سوريا حيث كنا وإياكم نباغتهم من كل الجهات، فقضينا عليهم وعلى أي أمل لهم بتحقيق أي انتصار ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حماه الله.
ولن ننسى بطبيعة الحال كيف أنكم فتحتم الحدود اللبنانية- السورية لنا، كمنفذ لا بدّ منه يوم احتجتم والنظام إلى خوض معارك القلمون، فكان لنا ملجأ بفضلكم وعنايتكم ورعايتكم في الجرود اللبنانية، إلى أن قرّر الجيش اللبناني فتح المعركة ضدّنا، فوقفتم وقفة تاريخية ومنعتم إبادتنا، وأمّنتم لنا المخرج المشرّف مع عائلاتنا رغم أننا كنا ذبحنا الجنود اللبنانيين الذين أسرناهم. نعم نوجّه لكم التحية لأنكم أخرجتمونا بالباصات المكيفة، وتكبدتم عناء زيارة الرئيس بشار الأسد في دمشق رغم المخاطر الأمنية المحدقة بكم، فقط لتقنعوه بفتح الطريق لنا لنخرج إلى دير الزور.
نعم لن ننسى يا سيّد هذا الموقف المشرّف الذي جنّدت له الدولة اللبنانية بمؤسساتها ومسؤوليها ليسهّلوه، فأوقف الجيش اللبناني عملياته، وخرجنا سالمين بحمايتكم من الأراضي اللبنانية. وكيف لنا أن ننسى بيانكم الانساني التاريخي الذي حذرتم فيه من مجزرة قد يرتكبها “التحالف الدولي” الكافر بحق قافلتنا؟ وهل ننسى نخوتكم وحرصكم علينا؟ هل ننسى أنه، وفي حين يهاجمنا العالم كله، وقفتم إلى جانبنا وأظهرتم حرصاً قلّ نظيره؟ لا يا سيّد لن ننسى، ونحن أوفياء.
نعم نحن أوفياء، وأخوتنا الذين بقوا معكم سينفذون كل مطالبكم مهما كانت، وسيكونون خير سند في كل ما تطلبون، كما أننا سنكون دائما جاهزين لتنفيذ كل المهمات التي تطلبونها منا في أي زمان ومكان.
إن الذي يربط بيننا يا سيّد أكبر من أن تحدّه أطر وحدود، فمشروعنا واحد ورؤيتنا واحدة، وسنلتقي حكماً في كل الساحات العربية والدولية، حيث تجمعنا رغبة الإطاحة بالكثير من الأنظمة وبث الفوضى والقلاقل، وسنبقى سوياً جنباً إلى جنب في العمل الجهادي لأن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا.
ودمتم سالمين يا سماحة السيد.
ملاحظة: هذه الرسالة من وحي الخيال في ظل كل ما يحصل.
( بقلم رولا حداد- IMLebanon )