إنتهت بليلة ليلاء، وتحت جنح الظلام أسطورة الخطر الداعشي الداهم الذي قيل أنه كان يهدد لبنان واللبنانين بشكل عام والبيئة الحاضنة لحزب الله وفي مقدمها الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل خاص، وانطوت صفحة سوداوية من ملف أسرى الجيش اللبناني المخطوفين من هؤلاء الإرهابيين بالإعلان الرسمي عن استشهادهم.
هذه النهاية العجيبة التي فتحت آلاف الأبواب من الأسئلة التي بقيت حتى اللحظة بدون إجابات وبدون الحد الأدنى من التوضيحات المقنعة التي يجب أن لا تُترك أو أن تبقى في عالم المجهول كما جرت العادة في الكثير من الملفات الحساسة من أجل تجهيل الفاعل وحمايته من تحميل المسؤوليات وتقديم المجرمين إلى العدالة.
تبقى الإشارة هنا أن بؤرة الجرود تلك والتي كانت محل استلشاء وتهاون لسنوات وسنوات إن من قبل الدولة وقواها العسكرية، أو من قبل من أخبرنا أنه ذهب للقتال في أقاصي سوريا من أجل حمايتنا! هذه البؤرة ومن سكنها من إرهابيين المفروض أنها ليست مسؤولة فقط عن دماء شهداء الجيش اللبناني الثمانية بل هؤلاء الارهابيون مسؤولون أيضًا عن كل السيارات المفخخة التي استهدفت مدنيين في الضاحية والهرمل وغيرها من المناطق اللبنانية.
إقرأ أيضًا: لماذا اصرار حزب الله على التنسيق مع نظام بشار؟؟
لطالما أخبرنا حزب الله أن تلك الجرود المحتلة هي مصدر ومقلع السيارات المفخخة التي انفجرت بالضاحية واسفرت عن استشهاد العشرات، وللتذكر هنا لمن يعنيهم الامر أو لمن من الفترض أن يعنيهم فهذه بعض من التواريخ مع عدد الضحايا التي لم نحفظ أسماءهم بكل أسف وكأنهم أصبحوا نسيًا منسيًا عن سابق تصور وتصميم
- 15 آب 2013 انفجار الرويس، 24 شهيد ومئتين جريح.. وتبنى الإنفجار مجموعة أطلقت على نفسها " كتائب عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية "!!
- 2 كانون الثاني 2014 انفجار حارة حريك، 5 شهداء وعشرات الجرحى
- 16 كانون الثاني 2014 انفجار الهرمل، 4 شهداء وأربعون جريح
- 22 اذار 2014 انفجار الهرمل 3 شهداء وعشرات الجرحى
- 12 تشرين الثاني 2015 تفجيرات برج البراجنة، 40 شهيد ومئات الجرحى
إقرأ أيضًا: بين معركة صفين ومعركة فجر الجرود
ألا يستحق هؤلاء الشهداء والجرحى المظلومون، بالإضافة إلى تحويل الضاحية إلى ما يشبه السجن الكبير بسبب الإجراءات الأمنية التي قيل أنها من أجل حماية أهلها فتح تحقيق أيضًا على غرار شهداء الجيش؟ لماذا هذا الإستهتار بهذه الدماء حتى كأنها غير موجودة ؟ من يضغط على أهاليهم للسكوت وعدم رفع الصوت عاليًا؟
ليبقى السؤال الاكبر والذي يتنقل على شفاه أهالي هؤلاء ولو همسًا بعد الصفقة المشبوهة التي أخرجت القتلة وامنتهم (والحديث هنا عن أصل اعطائهم الأمان وليس عن أخلاقيات الإلتزام بالعهود بعد ابرامها)، وهل كانت هذه الدماء المظلومة تسفك فقط من أجل التجييش وزج الشباب الشيعي في اتون معركة لم يكونوا مقتنعين بها لتكون هذه الدماء هي وسيلة النظام السوري لإقناعهم وشحذ هممهم وقد نجح بذلك؟
وهل تستحق هذه الدماء الزكية فتح تحقيق وتحميل المسؤوليات أم أنها أدت الوظيفة المطلوبة من سفكها وانتهى الموضوع؟؟؟؟ هذه وغيرها من عشرات الأسئلة تحوم في أزقة الضاحية وحول بيوت الشهداء ولو همسًا على أمل أن يتعلم آباء الشهداء واههاليهم من تجربة والد الشهيد محمد يوسف ويصدحوا بصوتهم لأن دماء شهداء الضاحية أيضًا ليست رخيصة ولهؤلاء الشهداء أهل لا يستهينوا بدماء أبنائهم أيضًا.