في اليوم الثالث على "تغريدة" وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان حول حزب الشيطان وجرائمه ودعوته اللبنانيين الى الاختيار مع حزب الله أو ضدّه، استمرّتْ أطراف سياسية عدة بمحاولة تفكيك "شيفرة" الموقف - القنبلة من "حزب الله" والذي طاولتْ شظاياه حلفاء المملكة بقدر ما أصابتْ خصومها.
وسط مفارقة اعتبار الحزب وحلفائه أن كلام الوزير السبهان الذي لم يحمل جديداً في المقاربة السعودية لوضعية حزب الله هو موجّه الى رئيس الحكومة سعد الحريري الذي عليه أن يعرف كيفية التعاطي معه، مقابل تعاطي "تيار المستقبل" مع كلام وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج على أنه ردّ على مواقف لنواب من حزب الله خصوصاً النائب نواف الموسوي الذي أحيا حملات الحزب الشعواء على المملكة.
وترى مصادر مطلعة أنه بمعزلٍ عن هاتين القراءتين اللتين تعكسان ارتباكاً في مقاربة الاندفاعة السعودية، فإن ما بعد تغريدة السبهان لن يكون كما قبلها على صعيد التعاطي السعودي مع لبنان خصوصاً أنها انطوتْ على لغة حاسمة تجاه الخصوم بأنهم لن يكون طليقي اليد في محاولة إلحاق لبنان بالكامل بالمحور الإيراني، والحلفاء بضرورة عدم التمادي في تقديم تنازلات لـ "حزب الله".
لافتة الى انه رغم هذا البُعد البالغ الأهمية فإن من الصعب تَوقُّع أن يصاب الستاتيكو الذي يحكم الوضع اللبناني بهزّة من النوع الذي من شأنه نسْف التسوية السياسية وتطيير الحكومة، ومعتبرة أن كلام السبهان يمكن التعامل معه على أنه لـ "إحداث صدمة" تعيد التوازن الى المشهد اللبناني.