ثلاث محطات يمكن عبرها إنتاج الرسم التقريبي للعلاقة التي تربط "حزب الله" بالإرهاب وتحديدًا بتنظيم داعش. الأولى كانت عام 2007 عندما حاول "شاكر العبسي" أن يصنع دويلة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين (شمال لبنان) شبيهة بالدولة التي أعلن عنها أبوبكر البغدادي في الموصل. فاتخذت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة إلى حضن النظام.
قرار المواجهة، وخرج حسن نصر الله صارخًا متوعدًا قائلًا: إن اقتحام المخيم خط أحمر، فرفض السنيورة هذا الإملاء واقتحم الجيش اللبناني المخيم وهرب العبسيّ السوري.
المحطة الثانية، جاءت في عام 2011 عندما خاطب نصرالله الإرهابيين من داعش وأخواتها، وقال لهم: احذروا العالم يستدرجكم إلى سورية لتجميعكم ومن ثّم القضاء عليكم، فيما جاءت المحطة الثالثة قبل أيام وما زالت مستمرة وتمثلت في قافلة الدواعش المنتقلة من جرود الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود السورية العراقية، حيث كان التعاطف غير مسبوق مع مأساة الإرهابيين وأطفالهم ونسائهم ليس من قبل حزب الله وحسب، بل وأيضًا من قبل وزارة خارجية إيران.
محطات ثلاث وما بينها غياب لأية مواجهة عسكرية واضحة بين "حزب الله وداعش"، طوال سنوات الأزمة السورية وفوق كل ذلك وثائق ووقائع تتحدث بوضوح عن تعاون قديم بين الإرهاب ومحور الملالي في كل المنطقة والعالم. ولعل هروب تنظيم القاعدة في أفغانستان إلى إيران دليل واضح على ذلك.
التاريخ لا بد أن يكشف مع الأيام قصة الزواج "المؤقت" بين حزب الله وداعش، وهي علاقة مؤقتة تصاغ في الخفاء لأهواء تخدم المشروع الأساس وهو المشروع الفارسيّ لضرب ليس لبنان، وحسب بل كل البقعة الجغرافية العربية.