دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريحات في لندن أمس، إيران إلى «وقف الإرهاب والتدخلات إذا أرادت تحسين علاقتها بـالسعودية»، وأشار إلى أن «قياديين في القاعدة في إيران أعطوا أوامر بتنفيذ هجمات في السعودية». وشدد الجبير على أنه «لا نرى أي جدية من إيران في الحوار والتعاون الديبلوماسي». وأضاف أن «إيران تزعزع استقرار المنطقة من خلال حزب الله والهجمات الإرهابية». كما رأى أن «تصريحات وزير الخارجية الإيراني عن التقارب مثيرة للسخرية». وأوضح أن الاتصالات الديبلوماسية مع طهران بخصوص ترتيبات الحج لا تمثل تطبيعاً ولا علاقة لها بالسياسة.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السعودي إنه «لا ضير إذا استمرت أزمة قطر عامين آخرين»، مؤكداً أن «الشعب القطري هو من يقرر من يحكمه». وأضاف أن «بريطانيا وقفت على الحياد في أزمة قطر ولم تساند موقف الدوحة». كما أوضح أن «الحرب في اليمن لم نخترها بل فُرضت علينا»، مشيراً إلى أنه «تمكن إعادة فتح مطار صنعاء إذا تولت الأمم المتحدة إدارته».

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استقبلت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية إن اللقاء تناول «عدداً من القضايا التي تهم البلدين والمنطقة، بما فيها استمرار عزلة قطر في منطقة الخليج، إذ جددت رئيسة الوزراء دعوتها الأطراف كافة إلى اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع واستعادة مجلس التعاون الخليجي وحدته في أقرب فرصة ممكنة، كما تناولت المحادثات رؤية السعودية 2030. ونوهت بتركيز البرنامج على التغيير والإبداع والتمكين، وقالت إن بريطانيا «تتطلع إلى مواصلة العمل من قرب مع السعودية في مشروعها الطموح هذا. وأعربت عن أملها في أن يزور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لندن في المستقبل القريب «للبناء على العلاقات التاريخية بين البلدين». وأعلنت وزارة الخارجية السعودية إن الجبير وماي «بحثا في العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها والمستجدات في المنطقة». من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأنها اختارت سفيرها السابق لدى السعودية ليكون مبعوثها الخاص للبحث في كيف دعم الوساطة في الخلاف بين قطر وعدد من جيرانها. وقاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الوساطة لحل الخلاف الذي بدأ في أوائل حزيران (يونيو) حين قطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات السياسية والتجارية مع قطر. وتتمتع فرنسا بعلاقات وثيقة مع مصر والإمارات كما أنها موردة رئيسة للأسلحة إلى قطر وحليفة مهمة للسعودية، لكنها اتخذت موقفاً متحفظاً إزاء الأزمة واكتفت بتوجيه الدعوات إلى التهدئة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتي إسباني: «أؤكد أن برتران بيزانسون المستشار الديبلوماسي للحكومة سيذهب قريباً إلى المنطقة لتقييم الموقف وأفضل السبل لدعم الوساطة وتهدئة التوتر بين قطر وجيرانها». على صعيد آخر، نفى المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني أمس، صحة التقارير الإعلامية التي أفادت بأن السعودية منعت وسائل الإعلام في الدولة من «انتقاد» النظام الإيراني، واصفاً ذلك بأنه «كذبة قطرية». وأوضح في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، أن الإعلام القطري «يروج لكذبة جديدة أن السعودية منعت صحافتها من انتقاد نظام الملالي الفاشي الإيراني».

وأضاف: «طبعاً سبب ذلك الضغط الشعبي الكبير على السلطة القطرية بعد ارتمائها بالحضن الصفوي الإيراني علناً بعد أن كانت تتدثر بالظلام لإخفاء خطيئتها». وتابع: «يحاول تنظيم الحمدين إقناع الشعب القطري بأن تطبيعهما مع بلاط كسرى مبرر وأن السعودية بجلال قدرها قامت بذلك. الشعب القطري واع ومحصن من أكاذيبهم».