قلّة الفيتامين D مشكلة شائعة في لبنان ودول أخرى. إستناداً إلى تقرير صدر في مجلّة «Nutrition Research»، نحو 42 في المئة من البالغين الأميركيين يعانون نقصاً في هذه المادة، وتقترح دراسات أخرى أنّ الرقم هو في الواقع أقرب إلى 75 في المئة. لكن ما هي الفئات الأكثر عرضة لانخفاض مستويات الفيتامين D؟يرتبط نقصُ الفيتامين D بمجموعة مشكلات صحّية تشمل إرتفاع خطر الإصابة بالألزهايمر، والسكّري، وهشاشة العظام، وأمراض القلب. فضلاً عن أنّ التشخيص المُسبق بمرض جدّي، كسرطان الثدي أو البروستات، يجعل فرص النجاة أقلّ مقارنةً بمَن يملك معدّلات طبيعية للفيتامين D.
في حين أنّ هذه الأرقام مُرعبة، إلّا أنها ليست مُفاجِئة. الفيتامين D غير موجود بوفرة في أطعمة كثيرة، باستثناء السلمون ومنتجات الحليب واللبن المدعّمة به. والطريقة الوحيدة الأخرى لاستمداده طبيعياً تكمن من خلال التعرّض مباشرةً لأشعة الشمس.
إجراءُ فحص دم يُعتبر أفضل طريقة لرصد نقص الفيتامين D الذي يجب عدم إهماله وبالتالي الإسراع إلى تصحيح الغذاء وأخذ مكمّلات يحدّد جرعتها الطبيب، خصوصاً إذا كنتم تنتمون إلى إحدى هذه المجموعات التي تكون في دائرة الخطر:
تخطّي 55 عاماً
مع التقدّم في العمر، يميل بعض الأشخاص إلى تقليص حركتهم، ما يجعل من الصعب تمضية وقت كاف في الهواء الطلق. في المقابل، يؤدّي هذا الواقع إلى خفض الحصول على الفيتامين D مقارنةً بالكمية التي كان يستمدّها الجسم في مرحلة الشباب. لكن هذا ليس كلّ شيء! وجدت دراسة كندية صدرت عام 2007 أنّ البشرة تعجز عن توليف الفيتامين D بشكل فعّال فور دخولها مرحلة الشيخوخة.
ووفق هذا التقرير، تبيّن أنّ نحو 50 في المئة من البالغين الأميركيين الأكبر الذين يعانون كسورَ الورك كانوا يملكون مستوياتٍ متدنّية من الفيتامين D في دمائهم.
العمل في المكاتب
إذا كنتم تعملون في المكاتب، يعني إذاً أنكم لا تتعرّضون كثيراً للشمس. وفق «National Institutes of Health»، إنّ مِهَن الأشخاص التي تحدّ من تعرّضهم لأشعة الشمس قد تعوق حصولهم على كمية كافية من الفيتامين D.
البشرة الداكنة
توصّلت تقارير عديدة إلى مستويات فيتامين D أقلّ لدى أصحاب البشرة السوداء مقارنةً بالذين يملكون بشرةً بيضاء. وقال الخبراء من «National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine’s Foods and Nutrition Board» إنّ ذلك يرجع إلى أنّ الجلد الذي يكون داكنَ اللون يحتوي مزيداً من الـ»Melanin»، وبذلك يواجه الجسم تحدّياً أكبر لإنتاج الفيتامين D من أشعة الشمس.
إلتهابُ الأمعاء
الفيتامين D عبارة عن مادة قابلة للذوبان في الدهون، ما يعني أنّ امتصاصَه يعتمد على قدرة الأمعاء على أخذ الدهون. سوءُ امتصاص الدهون مرتبطٌ بإلتهاب الأمعاء الذي هو عبارة عن مصطلح يشمل حالات كداء الكرون وإلتهاب القولون التقرّحي. إستناداً إلى تقرير نُشر في «Journal of Gastroenterology and Hepatology»، نحو 70 في المئة من مرضى إلتهاب الأمعاء يملكون مستوياتٍ غير كافية من الفيتامين D.
النباتيون
غالبية المأكولات التي تحتوي الفيتامين D طبيعياً تأتي من المصادر الحيوانية، كالسلمون وصفار البيض. كما أنّ العديد من الأطعمة المدعّمة به تكون من مشتقات الحليب. يعني ذلك أنه من السهل جداً التعرّض لقلّة الفيتامين D في حال التقيّد بغذاء نباتي أو العجز عن هضم اللاكتوز. إذا كان الشخص لا يستهلك منتجاتٍ حيوانية، يمكنه البحث عن حليب الصويا والتوفو، علماً أنّ منتجات عديدة منها قد لا تكون مدعّمة بالفيتامين D لذلك يجب قراءة الغلاف جيداً.
إرتفاعُ دهون الجسم
وفق «National Institutes of Health»، إذا بلغ مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 30 كلغ/م2 أو إرتفعت مستويات الدهون فيه، قد يكون من الصعب على الفيتامين D عبور الجسم. لكن على رغم ذلك، فإنّ هذا الواقع لا يؤكّد أنكم ستواجهون حتماً نقصاً في هذه المادة.
تناول أدوية معيّنة
صحيح أنّ العقاقير تساعد على علاج المشكلات الصحّية التي تُصيب الإنسان، إلّا أنها تملك إنعكاسات سلبية عديدة. على سبيل المثال، إنّ بعض أدوية الكورتيزون، وتقليص الوزن، وخفض الكولسترول قد يُضعف أيض الفيتامين D. في حال أخذ أيّ من العقاقير المذكورة، يجب التحدّث إلى الطبيب لإيجاد أفضل الوسائل التي تعوّض النقص الغذائي.
أوجاع المفاصل والعضلات المنتظمة
هل شُخِّصتم أخيراً بإلتهاب المفاصل؟ أطلبوا من طبيبكم إجراء إختبار لمعرفة مستوى الفيتامين D. نقص هذه المادة قد يسبّب وجع المفصل والعضل، لذلك من المحتمل أن يكون المسؤول عن شعوركم بالانزعاج. لا بدّ من لفت الانتباه أيضاً إلى أنّ كمية كافية من الفيتامين D قد تقي من الوجع الذي يلي الرياضة ويسرّع انتعاش العضلات. لذلك إذا شعرتم بوجع بعد أيام من الركض، لا تتردّدوا في إجراء فحص دم لرصد نسبة الفيتامين D.
الكآبة
وفق دراسة نُشرت في «British Journal of Psychiatry»، الأشخاص الذين يملكون مستويات متدنّية من الفيتامين D عرضة أكثر بمرّتين للتشخيص بالكآبة مقارنةً بنظرائهم الذين لديهم معدلات أعلى. في حين أنّ السبب غير مؤكّد بعد، لكن يُعتقد أنّ هذا الفيتامين قد يغيّر هرمونات الدماغ وأجزائه التي تؤثر في المزاج وتنظّمه.
آلامُ الرأس المُزمنة
إذا كنتم تشكون من أوجاع رأس مستمرّة، فإنّ انخفاض مستويات الفيتامين D قد يكون المسؤول. صحيح أنّ الرابط بين آلام الرأس والفيتامين D غير واضح، لكنّ الخبراء يرجّحون أنّ هذا العنصر الغذائي قد يساعد على محاربة الإلتهاب الذي يسبّب الصداعَ النصفي وأوجاعَ الرأس.