هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطرد 155 ديبلوماسياً أميركياً إضافياً من روسيا، داعياً إلى تسوية ديبلوماسية مع كوريا الشمالية لئلا «تكون هناك كارثة»، ومعلناً تأييده نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا.
كلام بوتين جاء في مؤتمر صحافي إثر ختام قمة دول «بريكس» في مدينة شيامن الصينية، تحدث فيه عن مجموعة من الأمور الخارجية والداخلية، إلا أنه تكتم على قراره في شأن المشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة، بحسب موقع «روسيا اليوم».
ففي موضوع تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن وطرد الجانبين مئات الديبلوماسيين، لوح بوتين بطرد 155 ديبلوماسياً أميركياً إضافياً، قائلاً: «نحتفظ بالحق في اتخاذ قرار حول عدد الديبلوماسيين الاميركيين الموجودين في موسكو، لكننا لن نقوم بذلك في الوقت الحالي»، موضحاً أن هؤلاء الدبلوماسيين الـ 155 من أصل 455 أميركياً يعملون في البعثة الروسية لدى الامم المتحدة في نيويورك. وأضاف بوتين رداً على ما قال إنها أفعال «فظة وغير مسبوقة» من واشنطن تجاه منشآت دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة، أنه سيأمر وزارة الخارجية بمقاضاة السلطات الأميركية لانتهاك حقوق الملكية الروسية.
وفي موضوع التجربة النووية الكورية الشمالية، حذر بوتين من «كارثة عالمية» في حال عدم التوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة مع كوريا الشمالية، معتبرا أن فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ سيكون «غير مفيد وغير فعال». وقال إن روسيا «تندد بالأعمال الاستفزازية من كوريا الشمالية، لكن اللجوء إلى أي عقوبات في هذه الحالة غير مفيد وغير فعال»، داعياً إلى حوار حول الأزمة لأن «الدخول في هستيريا عسكرية لا معنى له إطلاقاً». وأضاف أن «كل هذا قد يقود إلى كارثة عالمية والى عدد كبير من الضحايا».
وأشار إلى أن إمدادات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية «لا تذكر»، قائلاً: «نزود كوريا الشمالية بإمدادات قدرها 40 ألف طن من النفط والمنتجات النفطية كل ربع سنة». وأضاف: «سألت (وزير الطاقة الروسي ألكسندر) نوفاك، 40 ألفاً كل ربع سنة لا شيء… لا توجد شركة طاقة (روسية) كبرى واحدة تضخ إمدادات هناك».
وتطرق بوتين إلى النزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، فأعلن تأييده نشر قوات لحفظ السلام من أجل ضمان أمن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في شرق اوكرانيا. وقال: «أجد أنه من المناسب وجود قوات لحفظ السلام أو بالأحرى أشخاص يضمنون أمن بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا ولا أرى في ذلك سوءاً، بالعكس أعتقد أن ذلك سيكون مفيداً لتسوية المشكلة في جنوب شرقي أوكرانيا»، طالباً من وزارة الخارجية الروسية تقديم قرار في هذا الاتجاه الى الامم المتحدة. وسئل بوتين عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة فأجاب أن من السابق لأوانه الإعلان عن قراره في هذا الشأن «لأن جميع موظفي الدولة يتوقفون عن العمل» مع بدء الحملة الانتخابية. وقال: «لدينا فور الإعلان عن الحملة الانتخابية، يتوقف الجميع عن العمل فوراً. وأعلم ذلك ليس من خلال الإشاعات، لأنهم يبدأون حالاً بالتفكير في مستقبل ما بعد الانتخابات، ومن سيعمل منهم. ويجب العمل الآن». وأضاف: «لذلك سيعلن هؤلاء الذين يريدون المشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة في الموعد المحدد وفقاً للقانون، وأنا على قناعة بذلك».
وعن نية الإعلامية الروسية المعروفة كسينيا سوبتشاك ترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة، قال: «ليس عليّ أن أحدد من هو الأفضل للشعب الروسي والدولة الروسية، وفي نهاية المطاف سيتقرر ذلك في الانتخابات، ولكن يحق لكل شخص وفقاً للقانون القائم وفي حال تطابقه مع متطلبات القانون، أن يرشح نفسه. وكسينيا سوبتشاك ليست استثناء من ذلك».
وقال بوتين، الذي خدم في بداية التسعينيات في إدارة عمدة سان بطرسبورغ أناتولي سوبتشاك، والد كسينيا سوبتشاك: «كانت علاقتي مع والدها جيدة دائماً. إنه شخصية بارزة في التاريخ الروسي المعاصر، كان شخصاً نزيها لعب دوراً كبيراً في حياتي».
وأشار في الوقت ذاته إلى أن ذلك «لا يمكن أن يكون له أي تأثير في انتخابات الرئاسة»، مضيفاً أن «نجاح سوبتشاك في حال ترشحها للمشاركة في الانتخابات، سيتوقف على برنامجها وقدرتها على تسيير حملتها الانتخابية».