كما توقع موقع لبنان الجديد منذ شهرين، فإن مسار العلاقات السعودية الإيرانية يتجه إلى التحسن والتطبيع، خاصة منذ المبادرة الحسنة التي قام بها وزير الخارجية السعودي في مصافحة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وما أكد هذا التفاؤل هو الترحيب السعودي بضيوف الرحمن من إيران وحسن ضيافتهم للحجاج الإيرانيين وتوّج بتصريحات أمير مكة خالد الفيصل الذي عبر عن الحجاج الإيرانيين بالأخوة في الاسلام متمنيا بأن يتم الحجاج الإيرانيون مناسكهم براحة وسلام وأن يذكروا السعودية بخير كما يذكرهم السعوديون بخير.
إقرأ أيضًا: ترامب حائر بين امانو والسنوار
تلك الكلمات الهادئة كانت كفيلة بتخفيف الكثير من الإحتقان السياسي والثقافي الموجود بين البلدين وتركت أثرا واضحًا في الإعلام الإيراني سوى منظمة الإذاعة والتلفزيون التي يسيطر عليها المحافظون الذين لم يبدوا أي رغبة بكسر مقاطعة الحج من قبل حكومة روحاني.
وبعد الثقة المتبادلة بين إيران والسعودية، قامت طهران بمنح الإذن للوفد الدبلوماسي السعودي الذي سيقوم بزيارة تفقدية لسفارة بلاده، وقال المتحدث باسم الوزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بأن تأشيرات الدخول للوفد السعودي صدرت منذ فترة لكن لأسباب تتعلق بهم لم تتم هذه الزيارة ويتوقع اجراءها بعد انتهاء مراسم الحج، وكذلك أوضح قاسمي بأن الوفد الإيراني حصل قبل أسبوعين على تاشيرات الدخول إلى المملكة عن طريق سلطنة عمان إلا أنه لم يحدد بعد موعد زيارته للرياض.
هذه الزيارات ستكون أولى الزيارات الدبلوماسية بين الطرفين بعد قطع العلاقات بين البلدين إثر الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد في كانون الثاني عام 2016، وتأتي تلك الزيارات بعد تبادل اتهامات حادة بدعم الإرهاب من دون أن تستند تلك الاتهامات إلى أدلة واضحة.
إقرأ أيضًا: مجازر ضد المسلمين في بورما
وكان لافتًا خلال فترة التوتر بين السعودية وقطر تجنب إيران استغلال القضية أو الإنحياز إلى قطر أكثر من اللازم على غرار تركيا اردوغان.
ان كلا من إيران والسعودية بحاجة إلى الآخر في القضايا الإقليمية وتخفيف التوتر بينهما من شأنه تخفيف التوتر عن كل المنطقة وخاصة عن مناطق الصراع.
أن تصل متأخرًا خير من أن لا تصل، وربما الطرفان وصلا إلى نقطة القناعة بأن من المستحيل إلغاء الطرف الآخر وأن قطع العلاقات بينهما ليس كقطع العلاقات بين السعودية وقطر أو بين ايران وجيبوتي، إن إيران والسعودية هما أكبر القوى الإقليمية لن يرتاح العالم الاسلامي إلا عبر التطبيع والتنسيق بينهما كما ذاق طعم هذا الارتياح في عهد الإصلاحيين أي الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي والملك الإصلاحي عبد الله الراحل.