وتوازيًا مع دعوة واشنطن الأمم المتحدة لزيادة العقوبات على كوريا، وإشارتها الى أنّ التدخّل العسكري ممكن، حذّر خبراء من عدد من الخيارات التي يُمكن أن تلجأ إليها الإدارة الأميركية من دون مساعدة الصين.
ولفتت الصحيفة الى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحَ 3 أفكار خلال فترة ترشّحه وتاليًا في رئاسته للتعامل مع الأزمة الكورية، وهي: الضربة العسكرية، معاقبة الصين إقتصاديًا، أو اللجوء إلى محادثات مباشرة.
الحرب
أوضحت الصحيفة أنّ وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس حذّر مؤخرًا من ردّ عسكري عنيف تجاه أي تهديد كوري لواشنطن أو حلفائها، أمّا السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي فوصفت زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه "يستجدي لإشعال حرب".
بارك بيونغ كوانغ، مدير مركز شمال شرق آسيا في معهد إستراتيجيات الأمن القومي في سيول، وهو مركز أبحاث على علاقة بوكالة الإستخبارات في البلاد، قال إنّ "كيم لا يريد الدخول في محادثات، بل يريد تطوير الإقتصاد وترسانته النووية". وأضاف أنّ "الأزمة مع شبه الجزيرة الكورية تنحدر نحو الأسوأ، ما يعني أنّ أرجحية حثّ ترامب على الحرب والضربة العسكرية أصبحت أكثر قابلية للتحقيق".
وبحسب الخبير، فأمام ترامب 3 خيارات: زيادة الضغط عبر العقوبات، المباشرة في محادثات مع كيم، أو شنّ ضربات كبيرة على المراكز العسكرية في كوريا الشمالية.
ومن غير المؤكّد حتى الآن إن كان ترامب سيتعاون مع كوريا الجنوبية واليابان، وهما حليفان مهمّان في المنطقة، ويبدو أنّ هذين البلدين سيعارضان مهاجمة كوريا بشدّة. كذلك فإنّ الضربة العسكرية ستجرّ الصين الى الصراع، فهي وعلى الرغم من معارضتها لبرنامج كوريا النووي، إلا أنّها لا تريد إنهيار نظام كيم.
معاقبة الصين إقتصاديًا
الصين هي الحليف الأبرز لكوريا الشماليّة وشريك إقتصادي مهم، فقد بلغت صادرات بيونغ يانغ الى الصين 2.3 مليار دولار في العام 2015، وجاءت الهند في المركز الثاني.
وعلى الرغم من تهديد ترامب لوقف كلّ التجارة مع أي دولة تقيم أعمالا مع كوريا الشمالية، فالصين شريك تجاري لأميركا أيضًا، وحظر التعامل مع الصين يتطلّب موافقة من الكونغرس. وفي هذا الصدد يحذّر خبراء من أن تندلع حرب تجارية.
ويقول سول إيسلايك، وهو خبير إقتصادي ومستشار للحكومة الأسترالية إنّ ترامب قد يقدّم حجّة لقبول فرض هكذا عقوبات على الصين، عبر قوله إنّ الصين تهدّد الأمن القومي، وخيارات أخرى مثل منع الصين من الوصول الى أسواق المال الأميركية أو التعامل بالدولار أو السفر الى الولايات المتحدة، وأضاف : أنّ هكذا تشديدات قد تعود بالضرر على واشنطن أكثر من الصين.
محادثات مباشرة
تتقاطع آراء عدد كبير من الخبراء بأنّ كوريا لن توقف برنامجها النووي، وكيم حذِر من تجربة الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي الذي تخلّى عن برنامجه النووي عام 2003، فواجه مصيرًا غير متوقع بعد سنوات.
من جانبه، قال شين دينغلي، مدير مركز الدراسات الأميركية في جامعة فودان في شنغهاي إنّه "يجب على الصين والولايات المتحدة الأميركية أن تقبل بوضع كوريا الشمالية، كقوّة نووية وتطبّع العلاقات مع بيونغ يانغ". ولفت الى أنّ رئيس الولايات المتحدة السابع والثلاثين ريتشارد نيكسون أعاد العلاقات مع الزعيم الصيني ماو تسي دونغ في أوائل السبعينيات، بعد سنوات قليلة على أوّل تجربة نووية قامت بها الصين، ورأى أنّ على ترامب والرئيس الصيني الحالي القيام بنفس التصرّف مع كيم، موضحًا أنّ نيكسون كان يكره الصين، إلا أنّه أدرك كيف يتصّرف، لأنّها كانت بلدًا شيوعيًا، وكان يحتاج إليها مع وجود الإتحاد السوفياتي.
كما رأى أنّ ترامب سيكتشف قريبًا أنّ لا حلّ أمامه إلا أن يجلس مع كيم، كما فعل نيكسون مع ماو. وختم بالقول إنّ "ترامب ذكي وسيكون الرئيس الأميركي الأول الذي يتقبّل وضع كوريا الشمالية".
(غارديان )