تعد مدينة دير الزور، العاصمة الإدارية للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته والحدودية مع العراق. وتعرف هذه المحافظة بغناها بحقول النفط والغاز الأكثر غزارة في سوريا
 

ويشير تقرير لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إلى أنه بعد تحول حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري إلى نزاع مسلح، سيطرت فصائل معارضة ومتشددة في عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور. ولكن مع تصاعد نفوذ تنظيم داعش وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، استولى أيضاً على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور. وأحكم إثر ذلك حصاره تدريجياً على قوات النظام وعشرات آلاف المدنيين من سكان المدينة والمطار العسكري المجاور.

خلال السنوات الماضية، استهدفت الطائرات السورية والروسية كما مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مواقع تنظيم داعش في المحافظة. وشهدت المدينة منذ إطباق التنظيم حصاره عليها، معارك مع القوات المحاصرة داخلها.

وفي مطلع العام الحالي ورغم القصف الجوي الروسي والسوري الكثيف، ضيق التنظيم المتطرف الخناق أكثر على المدينة، وفصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين؛ شمالي وآخر جنوبي يضم المطار العسكري. وتقتصر سيطرة الجيش السوري حالياً على المطار العسكري في جنوب غربي المدينة وبعض الأحياء المحاذية له، فضلاً عن أجزاء في شمال المدينة ومقر اللواء 137 عند أطرافها الغربية.

وكان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الحرب يقدر بنحو 300 ألف نسمة، فيما يعيش حالياً في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام أكثر من 90 ألف مدني، وفق تقديرات للأمم المتحدة تعود لبداية العام الحالي. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره عدد المدنيين في أحياء النظام بـ150 ألف شخص مقابل 10 آلاف شخص في الأحياء تحت سيطرة التنظيم. كما يقدر خبراء عديد قوات النظام في المدينة والمطار والقاعدة العسكريين بـ7 آلاف جندي.

وتسبب حصار "داعش" للمدينة في تفاقم معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يعد الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش متاحاً، وبات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية. وبدأ برنامج الأغذية العالمي في عام 2016 أيضاً إلقاء مساعدات إنسانية من الجو. ويعاني المدنيون المقيمون في الأحياء تحت سيطرة المتشددين، وفق ناشطين، أيضاً من شح المواد الغذائية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء.

ولطالما شكلت مدينة دير الزور هدفاً لجيش النظام في سوريا، لكنه لم يبدأ هجومه نحوها إلا بعد تحقيقه تقدماً على جبهات أخرى بدعم من الطيران الروسي، في وقت تشهد فيه مناطق عدة اتفاقات "خفض توتر" ووقفاً لإطلاق النار.

وبدأ الجيش السوري منذ أسابيع عدة هجوماً عسكرياً واسعاً على المحافظة من 3 محاور؛ هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلاً عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية. وتمكن من السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة، ويتقدم حالياً باتجاه مدينة دير الزور من 4 جبهات مختلفة.