قد لا يُصدق العقل البشري أنّ ثورة غضب شديد يمكن أن تنتاب زبوناً أراد الحصول على طلبيّة سريعة لبعض أنواع المعجّنات، وأنّه حاول قتل "الفرّان" بسبب تأخّر حصوله على بضع دزينات من الفطائر والبيتزا. لكنّ الحادث الذي شهدته منطقة أدونيس يثبت عكس ذلك، فقد استشاط الزبون الذي أرسل زوجته لإحضار المعجنات غضباً، بعدما أعلمته الزوجة أنّ الفرن يقفل للإستراحة في فترة بعد الظهر مدّة ثلاث ساعات وأنّ الطلبية لن تجهز قبل السادسة مساءً.
إنطلق الزوج الغاضب إلى الفرن المذكور وأفرغ غضبه في "جاط السبانج" الذي نثره في كلّ أرجاء المحل، ولم يبرّد ما فعله من غيظه بل أسرع وأحضر بندقية صيد ليحصل ما لم يكن بالحسبان.
تفاصيل القضيّة:
المدّعي "يوسف.ج" يملك سوبر ماركت وفرن معجّنات في محلّة أدونيس. وقد حضرت زوجة المتهم "نبيه.ح" إلى الفرن وأبدت رغبتها بالحصول على طلبيّة فطائر وبيتزا، فطلب منها أحد العمّال العودة حوالي الساعة السادسة مساء، باعتبار أنّ الفرن يقفل بين الساعة الثالثة بعد الظهر والسادسة مساء ليتمكن العمّال من أخذ قسط من الراحة وتحضير العجين والطلبيات.
وحوالي الساعة الرابعة، حضر "نبيه" الى الفرن وبدأ بالصراخ على العمّال، وألحّ على صاحب الفرن بضرورة طرد العامل الذي تحدّث مع زوجته بعد أن لقّبه بـ"الزبالة"، وعمد إلى رمي جاط السبانخ في المحل وخرج مهدّداً، ليعود بعد فترة وجيزة بسيّارته ويطلق النار من داخلها من بندقيّة صيد باتجاه "يوسف.ج" الذي كان خارج المحل يقوم بتنظيف الأوساخ التي تسبّب بها "نبيه" داخل المحلّ وخارجه. وقد أُصيب صاحب الفرن بخردق استقرّ في الرأس والوجه والكتف الأيسر والرقبة فضلاً عن كسور في عضلات اليد اليسرى، وبعد معاينته من قبل الطبيب الشرعي الدكتور مالك هلال ذكر في تقريره أنّ المصاب بحاجة للتعطيل لمدّة شهرين.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، وبعد إسقاطها الحكم الغيابي عن المتهم (كونه توارى عن الأنظار عقب الحادث)، جرّمت "نبيه.ح" بتهمة محاولة القتل ( المادة 549 على 201 عقوبات) وأنزلت به بعد التخفيف عقوبة الأشغال الشاقة مدّة 7 سنوات، وألزمته بدفع مبلغ 90 مليون ليرة للمدعي "يوسف.ج" كعطل وضرر.