اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية، أن حج هذا العام يمكن أن يكون نقطة مشرقة في العلاقات السعودية الإيرانية، بعد عامين من قطعها وتفاقم حدّة التوتر بين البلدين
 

أكثر من 80 ألف حاج إيراني موجودون حالياً في السعودية لأداء مناسك الحج، بعدما مُنعوا من مسؤولي بلادهم، العام الماضي، وبحسب السلطات السعودية، فإن أكثر من مليوني حاج من شتى بقاع العالم توافدوا لأداء مناسك هذا العام.

عودة الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج هذا العام جاءت بعد مفاوضات بين مسؤولي البلدين، بعد تدهور العلاقات بشكل حادٍّ خلال العامين الماضيين.

وتنقل الصحيفة عن رضا أكبري، أستاذ السياسة الإيرانية في معهد السلام والحرب، قوله إن تلك المناقشات ربما ساعدت في تخفيف حدّة التوتّر بين السعودية وإيران.

ويضيف: "إيران حاولت دائماً التشكيك بقدرة السعودية على إدارة ملفّ الحج، وهو مسعى لتقويض إدارة المملكة عن الحج. لقد استُخدم الحج كرافعة سياسية من قبل البلدين؛ سواء لزيادة حدّة التوتر أو للتخفيف منه، حسب الحاجة. إنها أداة قوية وترسل إشارة واضحة للمنطقة بأسرها حول طبيعة العلاقات التي يمكن أن تربط السعودية وإيران".

وهذا العام امتنع علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإيرانية الأعلى، عن الدعاء على السعودية، وركّز على من وصفهم بـ "أعداء الأمة الإسلامية (إسرائيل وأميركا)".

الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال هذا الأسبوع إن أمور حجاج بلاده سارت هذا العام بشكل سلس، وإن نجاح الحج يمهّد لإجراء المزيد من المحادثات، في وقت أعلن فيه وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، الأسبوع الماضي، أن إيران والسعودية تستعدان لتبادل الزيارات الدبلوماسية، مؤكداً أن التأشيرات الخاصة بوفود البلدين صدرت.

وكانت العلاقات بين البلدين قد تدهورت، منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بعدما اتّهمت السعودية إيران بمحاولة تصدير الثورة، بينما كانت طهران تتهم المملكة بأنها "راعية المذهب السلفي من الإسلام المعادي للشيعة".

وتشير واشنطن بوست الى أنّ حدّة التوتّر بين البلدين زادت بعدما شنّ البلدان حروباً "بالوكالة"؛ في كلٍّ من سوريا واليمن والبحرين، لافتة الى ان التوترات زادت في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرياض، ولقائه بقادة الدول الإسلامية من دون إيران، حيث اتهمت طهران الرياض بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف مبنى البرلمان الإيراني وتبنّاه تنظيم "داعش".

وازدادت التوتّرات هذا الربيع؛ عندما دعا الرئيس ترامب، متحدثاً من الرياض، الدول الإسلامية إلى عزل إيران.

وفي وقت لاحق، اتهمت إيران السعودية بشنّ هجوم على البرلمان الوطني، على يد مسلحين من تنظيم "داعش"، وقد تم التعرّف على المهاجمين، الذين قُتلوا جميعاً، على أنهم من الأكراد المحليين.

 

 

 

(الخليج أونلاين)