وبسبب هذا التهديد، تشير صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن البحرية الإسرائيلية غيرت تصميم سفن ساعر 6، التي يتم تصنيعها حالياً في ألمانيا لتحمل نظامي قبة حديدية بحرية قصيرة المدى بدلاً من واحد. وبدأت أخيراً تطوير أسطولها القتالي بأكمله من سفن ساعر 6 وغواصات دولفين من الدرجة الثانية، وهي أكبر الغواصات التي بنيت في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. ويجري حالياً تحديث سفن ساعر 5 وساعر 4.5، من خلال دمج الرادارات الجديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية.

ويقول ضابط بحري كبير للصحيفة، من مقر كيريا العسكري في غرفة الحرب البحرية، إن البحرية الإسرائيلية فهمت في السنوات الماضية أن الهجمات البحرية يمكن أن تأتي من تحت الماء أيضاً. فخلال عملية الجرف الصامد، في العام 2014، حاول خمسة من رجال الضفادع في "حماس" التسلل إلى كيبوتز زيكيم واشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي.

يضيف: "البحرية تعرب عن قلقها من التهديدات تحت الماء، سواء على الحدود الشمالية مع لبنان أو من غزة. وهذا ما لم يكن يحدث قبل ثلاث أو أربع سنوات. لقد تغيرت العقلية في البحرية. في الماضي، لم نكن نعتقد بوجود تهديد تحت الماء. لكن الآن نحن نفعل واستعداد تام".

وتكشف الصحيفة أنه في بداية آب 2017 قامت وحدة مهمات الإنقاذ والمهمات تحت الماء الإسرائيلية بتنظيم تدريب واسع النطاق لمدة أسبوعين في حيفا، أُطلق عليه اسم "نوبل ميليندا" مع نظرائها من الولايات المتحدة وفرنسا. وقد قامت القوات البحرية الثلاث برسم سيناريوهات تنطوي على مناجم بحرية وعمليات هدم تحت الماء وهجمات إرهابية مقرها البحر.

هذه هي المرة الأولى التي يُدعى فيها الفرنسيون للمشاركة في المناورات السنوية، التي كانت تجري على مدى العقدين الماضيين بين إسرائيل والولايات المتحدة. ووفقاً لما ذكره الضابط لـ"جيروزاليم بوست"، فإن الفرنسيين يتزايدون في الموانئ الإسرائيلية، وقد تجاوز عددهم في العامين الماضيين عدد الأميركيين في زيارتهم إسرائيل، وهم يتشاركون المعلومات الاستخباراتية والمعرفة والتدريبات مع الإسرائيليين.

لكن مشاركة الخبرة والمعرفة مع البحرية الإسرائيلية لا تقتصر اليوم على الفرنسيين. ذلك أن الحرب الأهلية في سوريا وغيرها من التحديات الإقليمية، مثل "داعش"، والاكتشافات الجارية للنفط تجعل شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر إثارة لاهتمام حلفاء إسرائيل. وقد رست عشرات السفن من دول مثل فرنسا والولايات المتحدة والهند وبريطانيا العظمى وإيطاليا في موانئ بحرية إسرائيلية خلال العام 2016، وقامت بتدريبات مع البحرية الإسرائيلية، إضافةً إلى الرحلات الثقافية.

وكانت البحرية الإسرائيلية نشرت، في العام 2015، عشرات أجهزة الاستشعار من نظام جديد يُدعى الدرع المائي الذي يمكنه الكشف عن الحركة المشبوهة تحت الماء. ووضعت أجهزة الاستشعار في قاع البحر بالقرب من قطاع غزة والحدود المائية اللبنانية مع إسرائيل. ومع اطمئنان إسرائيل إلى الجبهة الجنوبية مع مصر، فإن الخطر الأكبر يبقى متمثلاً بـ"حزب الله"، الذي يفرض تغييراً لوجه البحرية الإسرائيلية.