هدوء عطلة عيد الاضحى المبارك، ما زال مخيماً على البلاد، والاقطاب والسياسيون مع عائلاتهم كما تنقل صور وسائل التواصل الاجتماعي، بعكس التطورات الاقليمية والدولية الاسثتنائية الايجابية على الصعيد الاقليمي، مع اقتراب نهاية «داعش» في سوريا والعراق، والتقارب في العلاقات الايرانية - السعودية، وعاصفة في شبه الجزيرة الكورية قد تتدحرج الى مواجهة مباشرة بين الكورتين تصيب اليابان وربما العالم باسره بعد تفجر كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية تفوق قنبلة هيروشما في 8 مرات، بالاضافة الى ازمة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الروسية - الاميركية لم يحدث مثيل لها حتى في ايام الحرب الباردة، فالعالم محاصر بأزمات من «العيار الثقيل» ستترك تأثيراتها في مسار البشرية جمعاء. اما المشهد المحلي، الذي يستأنف نشاطه غداً حاملاً معه ملفات تفجيرية، وتوترات، على خلفية ملف العسكريين المخطوفين وما حصل في عملية الجرود وخروج مسلحي «داعش»، واصرار  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تشكيل لجنة تحقيق قضائية في احداث عرسال منذ بدايتها في آب 2014 حتى اليوم، ومن يتحمل المسؤولية؟ فهذا سيفتح الباب امام سجالات حادة ومواقف عالية السقف، وخصوصاً ان الرئيس عون مستاء جداً من الحملة على الجيش بعد تحريره مع المقاومة للجرود اللبنانية، التي باتت خالية من «داعش» و«النصرة»، وسيضع الجميع  امام مسؤولياتهم. 
ورغم هذه الاجواء. فقد اكدت مصادر متابعة، ان الحكومة باقية حتى الانتخابات ولن تتأثر بالاجواء السلبية. وكشفت المصادر عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة تولاها الرئيس نبيه بري مع حزب الله والرئيس سعد الحريري افضت الى توافق من الجميع على عدم المس بالحكومة او تصدعها، واستمرار عملها لانجاز الملفات التي اعلنت عنها.
وتشير المصادر، الى ان الرئيس ميشال عون في هذه الاجواء ودعمه للحكومة غير مشروط، وصفحة علاقاته مع الرئيس سعد الحريري بيضاء جداً  والرجلان مرتاحان للعلاقة بينهما لجهة تجاوز المطبات، في مجلس الوزراء.
اما على صعيد العسكريين، فقد اظهرت نتائج الفحوص الاولية عن تحديد هويات 7 جثث من عناصر الجيش اللبناني المخطوفين، والنتائج الاولية للفحوصات ستنتهي اليوم او غداً، وسيبلغ الاهالي فيها بانتظار ما ستعلنه الدولة لجهة تحديد يوم الحداد الوطني.

 الانتخابات النيابية 

وفي موازاة هذه التطورات، انطلقت الماكينات الانتخابية لجميع القوى السياسية، بعد ان اكدت اللجنة الانتخابية المكلفة في مجلس الوزراء اجراء الانتخابات في مواعيدها، وعدم ادخال اي تعديلات  على القانون الانتخابي الحالي، لان اي تعديلات تقنية وغيرها قد تصل الى طرح تعديلات اساسية قد تطيح القانون برمته وتعطيل الانتخابات، وبالتالي، فان طرح البعض لالغاء البطاقة الممغنطة، او صوتين تفضيليين، بديلا عن الصوت الواحد، نوقش في باب طرح بعض الوزراء المشاركين وتجاوزته اللجنة الانتخابية، وعلم ايضا ان الغاء الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس بات شبه مؤكد على ان يصدر مجلس الوزراء القرار النهائي في جلسته المقبلة او بعدها، علماً ان مجلس الوزراء قد يعقد اجتماعاته في المناطق بعد اسبوعين، وكل اسبوع في السراي الحكومي للقضاء.
وفي ظل هذه الاجواء، بدأت الماكينات بتزييت محركاتها، مع اعلان اسماء مسؤوليها، واعداد شعارات الحملات الانتخابية، فالاشتراكي اطلق شعاره «تاريخ مجيد، مستقبل واعد... قيادة مستمرة»، كما ينكب مسؤول الحملات الانتخابية على اعداد دراسات دقيقة، مع الاستعانة بمكاتب احصاءات وخبراء لهم «باع» طويل، في تنظيم الحملات الانتخابية، وتتركز في بداياتها على شرح القانون الانتخابي بكل تفاصيله «المعقدة»، كونه يضرب التحالفات، فيما الصوت التفضيلي يفسح المجال للجميع لدخول البرلمان، والنسبية ستحجم الكتل الكبيرة، وتلغي الوسطية.
وحسب المتابعين، فان الاقطاب الذين يتحكمون باللعبة الانتخابية بدأوا بغربلة الاسماء ودرس حيثيات المرشحين، ووفق مندوبنا في الشمال، فان الوزير سليمان فرنجية يتمتع باغلبية كبيرة في مدينة  زغرتا، لكن القوات اللبنانية لها حلفاء، مثل النائب السابق ميشال معوض ونفوذه معروف، وهو حليف للقوات اللبناينة، كذلك فان فريق في عائلة الدويهي يؤيد القوات اللبنانية. لكن يبقى النائب سليمان فرنجية وتيار المردة هما الاقوى في زغرتا. اما التغيير الجديد واللافت الذي طرأ على الوضع في زغرتا، فقد ظهر في القرى المنتشرة في القضاء. وحققت القوات فيها حضوراً وتقدماً لجهة ارتفاع اعداد المنتسبين اليها، وهذا ما جعل الفريق المسؤول عن القوات اللبنانية في زغرتا يطالب بترشيح «قواتي» بشكل مباشر في زغرتا، وبذلك تكون للقوات اللبنانية للمرة الاولى مرشحها في قضاء زغرتا.
وهناك فريق اخر من القوات اللبنانية يفضل اختيار مرشح حليف يحظى بدعم القوات اللبنانية، وهذا الامر لا يشكل تحدياً لقسم من «الزغرتاويين» في زغرتا وقضائها، وقد تكون حظوظه بالوصول الى البرلمان اسهل من مرشح قواتي مباشر، لكن الدراسة لم تنته حتى الان، وان كانت المعطيات تشير الى احتمال ترشيح قواتي في قضاء زغرتا، نظراً للتغيير الكبير الذي حصل في قرى قضاء زغرتا لمصلحة القوات اللبنانية. كذلك لا بد من الاشارة الى التيار العوني هناك، فاذا تحالف مع مرشح القوات في قضاء زغرتا، فان حظوظ مرشح القوات كبير في الوصول الى المجلس النيابي ويكون لاول مرة وصل فيها مرشح من حزب القوات اللبنانية عن قضاء زغرتا.

 عاليه الشوف 
وفي عاليه - الشوف باتت الصورة واضحة لجهة التحالف بين الاشتراكي والقوات اللبنانية من جهة، والتيار الوطني الحر وطلال ارسلان من جهة اخرى، حسب ما ينقله مسؤولو هذه الاطراف. اما الرئيس سعد الحريري، فيسعى للتوافق وتشكيل لائحة تضم الجميع، لانه ابلغ جنبلاط استحالة خوضه معركة ضد الرئيس ميشال عون في الشوف وعاليه. فالمعركة في دائرة عاليه - الشوف درزية - درزية وكذلك مسيحية مسيحية في ظل وجود 7 نواب مسيحيين، والمعركة ستكون في غاية الصعوبة اذا فشل التحالف بين جنبلاط وارسلان وبين التيار والقوات اللبنانية. كما ان احزابا سياسية تسعى لتشكيل لائحة ثالثة، والمجتمع المدني لائحة رابعة ومكتملة.
وفي اطار الاسماء، علم ان النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع تناقشا في اسم المرشح الارثوذكسي في عاليه في ظل زحمة الاسماء. والمعلومات تؤشر الى توافقهما حول اسم مقبول من الجميع، في حين يسعى جنبلاط ان يكون المرشح الارثوذكسي من حصة الكتائب، وكذلك عدم استثناء اي مكون مسيحي. وبالنسبة له حسم الترشيح لمصلحة نجله تيمور لكنه يقود التحضيرات بشكل مباشر.
كما ان حزب الله بدأ تحضيراته، والمرشحون من الحلفاء يزورون نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لدرس موضوع الترشيحات واوضاع مناطقهم. وهذه التحضيرات تنطبق على حركة امل في ظل تحالف شيعي لا يهتز. وهما الطرفان الاكثر ارتياحاً في الانتخابات مهما كانت النتائج. وبالنسبة الى تيار المستقبل، فقد بدأت ماكينته البيروتية بزيارات ولقاءات في الطريق الجديدة والمزرعة وبات محسوماً ان النائبين باسم الشاب ومحمد قباني خارج اللائحة واحمد الحريري في صيدا مكان والدته السيدة بهية.
وفي طرابلس، الاستحقاق ستحدده التحالفات، ويبقى اللاعب الاول الرئيس نجيب ميقاتي. كما ان الوزير السابق اشرف ريفي يخوض معركة «حياة او موت» وستحدد معركة طرابلس اسم رئيس الحكومة السني في سنوات ما تبقى من عهد الرئيس عون.
وهذه الاجواء الحادة على عدد من الدوائر ستشمل دائرة زحله وزعامة الكاثوليك في ظل تنافس حاد، واتجاه عوني قواتي الى التحالف يقابله دعم من الرئيس سعد الحريري لعائلة سكاف ومرشحها.
الانتخابات ستطبع الحركة السياسية في لبنان من ايلول حتى موعد اجرائها في ايار.